المعارض السعودي عمر بن عبد العزيز

المعارض السعودي عمر بن عبد العزيز

أتحدث عن الناشط أو المعارض السعودي عمر بن عبد العزيز الزهراني، الشاب النشيط الحرك الذي لا يكاد يثبت على الكرسي لثانيتين في بث يوتيوبي واحد.

وليس من عادتي أن أتحدث كثيراً بالخير عن الأحياء، (أما بالشر فهذا من الحش المحبب للبشر)، وذلك لأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، إلا أني أحياناً لا أقاوم جودة ما يطرحه بعض الأحياء، فأتحدث عنه، من ذلك تدوينة: لماذا أحب عدنان إبراهيم.

البعض يصف عمر بن عبد العزيز بالمعارض من باب التهمة والإدانة، لأن المعارضة السياسية في أنظمة الاستبداد السياسي جريمة كبرى، وهي موضوع طويل يحتاج إلى تدوينة مستقلة.

إلا أننا نستطيع القول: إنه إذا وصف عمر بن عبد العزيز بأنه معارض سياسي، فهي معارضة سلمية، لسلطة ليست شرعية مختارة من قبل الجماعة، بل أخذت الحكم اغتصاباً بالسيف والقوة، وهي فوق ذلك ليست نموذجاً لحكم الديكتاتور العادل الرشيد، خصوصاً في عصر الأمير محمد بن سلمان الذي ظهر لنا من سياساته الطائشة: قتل خاشقجي وحرب اليمن وحصار قطر وغير ذلك.

نقاط القوة عند عمر بن عبد العزيز

يتميز المعارض السعودي عمر بن عبد العزيز عن كثير من أقرانه ومجايليه من المعارضين والناشطين السياسيين السعوديين بعدة نقاط، منها:

حداثة السن

في كثير من الأحيان تعد هذه الصفة في خانة السلبيات، إلا أن عصرنا عصر الشباب بامتياز، إن لم يكن عصر من هم أصغر أيضاً، قبل سنوات كانت الأفلام التي تنال التقييم الأعلى في موقع الأفلام الشهير IMDB  هي الأفلام العظيمة بالفعل، اليوم ستجد أن الأفلام التي تنافس على المراتب العليا، هي أفلام باتمان وسوبرمان والإنمي والكرتون، لأن أكثر الجمهور الذين شاركوا بالتقييم، من الشباب والشباب الصغار.

في المقابل، يتجاوز الشباب والصغار المواد الإعلامية التي يقدمها أناس كبار في السن، ويتباطؤون للإصغاء إذا كان من يقدم المادة، شخص قريب منهم في العمر، من حيث المظهر وطريقة الكلام، ومنها، ثقافة الطقطقة التي شاعت اليوم في وسائل التواصل والإعلام الجديد.

عمر بن عبد العزيز أقدر من سعد الفقيه ومحمد المسعري ومضاوي الرشيد، وأمثالهم، في استرعاء انتباه الشباب الذين هم أغلبية الجمهور اليوم، لما يتصف به هؤلاء المعارضون الكبار من جدية ووقار ورسمية، يتحرر منها عمر بن عبد العزيز لأسباب طبيعية.

موهبة الطقطقة

الأدب الساخر أسلوب مؤثر في التغيير، لما لإضحاك الناس من نعومة وسلمية، إلا أن الأمر زاد عن حده مؤخراً في وسائل التواصل والإعلام الجديد بفعل رقمنة الإنسان، وأصبحت الطقطقة ثقافة مستقلة قائمة بذاتها لذاتها، حتى بدون أهداف أخرى.

وتحولت الطقطقة إلى قوة خطابية قادرة على تغيير القناعات وتوجيه الجماهير وإثارة الرأي العام، بل وإسقاط أشخاص وأنظمة، نعم إلى هذا الحد.

وأصبح كل صاحب وسيلة تواصل، وحساب مؤثر أو حتى غير مؤثر، في تويتر وإنستغرام وسناب وغيرها، يحاول أن يظهر نفسه على أنه قاصف الجبهات رقم واحد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فتجده يرد على كل شخص بطريقة داجّة أحياناً، ومبالغ فيها، ليقال عنه: في منتصف الجبهة، أو اجلد، أو شيئا من هذا القبيل.

عمر بن عبد العزيز موهوب بالفطرة في هذه النقطة، ولا يتكلف فيها، ويستمتع كثير من جمهوره بأسلوبه العفوي المرتجل في الطقطقة المعززة بسرعة البداهة والسخرية اللاذعة والمحترمة معاً.

مرونة الخطاب

وأقصد بمرونة الخطاب مرونة مظهره ومرونة مضمونه، أما مرونة مظهر الخطاب فمتعلق بالنقطة السابقة، حداثة السن، فعمر بن عبد العزيز لا يجد حرجاً من أن يفتح بثاً إلكترونياً مباشراً، يخاطب فيه 10 آلاف نسمة، وهو في المطبخ يغسل الصحون، أو يتبعرص على كرسيه بمعدل 70 حركة في الثانية، ذات اليمين وذات الشمال، وبلباس المنزل غير الرسمي، فيما هو يناقش قضايا خطيرة وجادة.

أما مرونة مضمون الخطاب الذي يطرحه عمر بن عبد العزيز، فالمقصود به: سعة الإطار العام الذي يطالب به، أو عدم وضوحه، أو تأجيل توضيحه، سواء كانت هذه السعة مقصودة تكتيكياً ومخططاً لها، أم طبيعية واقعية.

وتتجلى هذه المرونة في الإطار العام للحزب السياسي الذي شارك في إنشائه عمر بن عبد العزيز حزب التجمع الوطني، بل وفي الخلفيات الفكرية لأعضائه، فمنهم الإسلامي والليبرالي والسني والشيعي والحقوقي، يتفقون على إطار عام مرن.

هذه المرونة معدومة عند بعض المعارضين السياسيين السعوديين مثل الفقيه والمسعري، وغيابها مقصود من قِبلهم، فهم يتبعون المنهج الحدّي في الخلاف، يا أبيض يا أسود، ولا نقبل الوسط الرمادي، إلا أن الفقيه تناول هذه المرونة في أحد يوتيوباته تحت عنوان حدود البراغماتية في الإسلام، وقال إنها مقبولة إلى حد ما وبشروط، وإنها سياسة مرحلية مؤقتة، وأزيد على كلامه أنها طريق خطرة وعرة حساسة.

ميزة منهج الحدية أنها تحدد الصفوف من البداية، وميزة منهج المرونة أنها تجمع أكبر عدد ممكن من الجمهور في البداية، أما النهاية في المنهجين فالله أعلم بها. وأظن أن عمر بن عبد العزيز رأى أن المرحلة ليست مهيأة للمفاصلة والحدية، بل استئناس الوحش أولاً.

الفصاحة والبلاغة

أيضاً من نقاط القوة التي حباها الله المعارض السعودي عمر بن عبد العزيز فصاحة الكلام، وسرعة سبك العبارات بلا تأتأة أو استحضار كلمات، لدرجة أنك تظن أحياناً أنك قد ضبطت سرعة الكلام في اليوتيويب على 1.25 فيما الرجل يلقي الكلام بالسرعة العادية.

وكذلك، بلاغة الكلام وثرائه اللغوي، مع الاستحضار السريع للمفردات الفخمة والمصطلحات الملائمة.

يضاف إلى ذلك، حسن الصوت في الغناء والنشيد وقراءة القرآن، وهذه صفات فطرية، لا قيمة لها منفردة، إلا أني ذكرتها لاستكمال الصورة فقط.

الثبات على المبادئ

وهذه ميزة عزيزة في هذا العصر المتقلب هو وأهله، إلا أن الرجل إلى الآن ثابت على مبادئه لا يتزحزح، سوى ما يمكن أن يتصور من تغير طبيعي بطيء للقناعات عند البشر، بعد تجارب أو معلومات جديدة.

ويتجلى هذا عند عمر بن عبد العزيز في سحب المبدأ على الجميع بلا تفرقة، فمثلاً إذا اعترض على التطبيع مع إسرائيل في الإمارات أو العلاقة مع الصهاينة، فإنه يسحب الاعتراض على بقية الدول الإسلامية والعربية، مثل تركيا وقطر وغيرها.

وإذا طالب بعدم اعتقال الناس تعسفاً، فإنه يسحب المبدأ حتى على خصومه، فيعترض على اعتقالهم بلا مبرر.

وتفرع من هذه النقطة صفة المصداقية في الطرح، فهو يتبع الحقيقة ويقدّمها، ولا يستعين بالشائعات والأكاذيب والفبركات، تبعاً للهوى ودعم التوجه الشخصي.

التركيز على القضايا الجادة

يطالب عمر بن عبد العزيز بالقضايا الجوهرية في وطننا العربي، مثل الحرية والديمقراطية، وتقاسم الثروة، والقضاء على البطالة، وما إلى ذلك.

ويضع أصبعه على الجرح في أكثر من مجال، راصداً معظم الحيل الحكومية التي تشتت الجمهور عن هذه القضايا المصيرية الهامة، بتوجيههم نحو الاهتمامات التافهة.

وقد ظهر في فيلم وثائقي بعنوان المنشق أو المعارض (The Dissident) لم أشاهده حتى هذه اللحظة، وهو فيلم يلقي الضوء على حادثة اغتيال خاشقجي، للمخرج الأمريكي بريان فوغل الحائز على جائزة الأوسكار.

مسلم لا إسلامي

يطرح عمر بن عبد العزيز نفسه بشكل طبيعي عفوي على أنه شاب سعودي مغترب متحدث مرح يناقش قضايا وطنية هامة، لا يرفع في هذا شعاراً حزبياً ولا دينياً ولا مذهبياً، بل أصبح يتجاوز حتى سعوديته الضيقة.

إلا أنه ينبئ في عمق حديثه عن شاب مسلم متين التدين، عميق المرجعية الدينية الإسلامية، بالرغم من عدم رفع أي شعار إسلامي.

هل هذه فضيلة؟ وهل الإسلامية نقيصة يجب الابتعاد عنها؟ بالطبع لا، إلا أن الواقعية الذكية تحتم التخفف من الارتهان للشعارات الثقيلة ذات الإرث السابق، خصوصاُ في مرحلة البدء.

ملاحظاتي على عمر بن عبد العزيز

آثرت أن أسميها ملاحظات، وليست نقاط ضعف كما يفترض لصحة تقسيم الكلام، بعد أن ذكرت نقاط القوة، إلا أني وجدت أن ما يمكن تسميته نقاط ضعف، ما هي إلا ملاحظات ناتجة عن قراءة وانطباع شخصي، فقد أراها نقاط ضعف ويراها غيري ومنهم عمر بن عبد العزيز نفسه نقاط قوة، ومن ذلك.

تضخيم العداء لإيران

لدينا في دول العالم الإسلامي اليوم مشروع واحد رئيس مستمر منذ 120 وسنة على الأقل، وهو الغربي الاستعماري ثم الإمبريالي، وما إسرائيل ومشروعها الوليد إلا جزء منه.

إيران أيضاً ضحية لهذا المشروع، ووقعت تحت الاستعمار البريطاني والروسي المتواطئ مع الغربي في هذه الحقبة، ثم أصبحت فريسة للعالم الغربي وأمريكا بالذات، حتى اليوم.

حسناً، إيران أيضاً لديها مشروع توسعي بحكم أنها كانت إمبراطورية ذات عرقية وإثنية ومذهبية خاصة، فهي فارسية صفوية شيعية، كما أن تركيا مثلاً، تركية أو تركمانية سنية، ولدى الأتراك أيضاً مشروع توسعي، ولديهم عنصرية وافتخار بأصولهم التركية، أو التركمانية الأوغوزية، كما نرى ذلك جلياً في الأفلام والمسلسلات الدرامية التركية، مثل مسلسل قيامة أرطغرل والمؤسس عثمان وغيرها.

وفكرة التوسع والانتشار والهيمنة بين الشعوب والأعراق والثقافات، فكرة طبيعية معقولة، وهي من قول الله تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ) [البقرة: 251]. وغير الطبيعي والمعقول والمشروع، فعل ذلك بالقوة والغصب والخبث والدسائس، كما في الاستعمار الأوروبي والإمبريالية الأمريكية المعاصرة، واحتلال فلسطين من قبل الصهاينة.

أما محاولة الأتراك في التوسع فبطرق سلمية ذكية، ومثلها محاولة إيران، إلا أن إيران باتت تعزف على المذهبية الشيعية في البلدان العربية، بما في ذلك تسليح الفصائل هنا وهناك.

والطائفية المذهبية بين السنة والشيعة موضوع آخر يحتاج بحثه إلى كتب، لا جزء من تدوينة، مرة أناقش أحد الأصدقاء، فقال: لو كان لي من الأمر شيئا، لأحرقت كل شيعي بالنار، قلت حتى من هم في مناطقنا؟ قال: نعم، قلت: ولماذا؟ قال: لأنهم طائفيون عنصريون!

ما شاء عليك، أيها المحايد المعتدل اللطيف!

وأرى أنه مهما انحرفت إيران في نزاهة مشروع توسعها، إلا أنها لا تبلغ عشر معشار المشروع الغربي المزمن.

خلاصة الرأي، نعم لدى إيران مشروع توسعي قائم على الاختلاف الإثني والمذهبي، ونعم بدأت مؤخراً تنحرف عن الوسائل السلمية والحضارية، إلى الوسائل العسكرية المسلحة والطائفية، لكن يجب ألا نركب الموجة الرائجة اليوم، في شيطنة إيران وعدها العدو الأول للمنطقة، وأنها أخطر وأكثر عداوة في الثقافة وفي الواقع، من الكيان الصهيوني المحتل الذي أصبح لديه مشروع توسعي اليوم هو الآخر، أو أكثر خطورة وعداوة من النظام العالمي الجديد المنبثق من استعمارية أوروبا وإمبريالية أمريكا.

على عمر بن عبد العزيز أن يخفف من غلواء عدائية إيران، لأن لدينا وإياها من المشتركات أكثر بكثير مما لدينا مع أمريكا وأتباعها.

ونقطة أخيرة، كثير مما يعد اليوم من قبيل برنامج إيران التوسعي، ما هو إلا دفاع عن النفس لأن أكثر بلدان المنطقة عبارة عن محطات هجوم وقواعد عسكرية لأمريكا، فعندما تضرب إيران هدفا هنا أو هناك فهي تدافع عن وجودها، لا تهاجم جيرانها لأهداف توسعية.

دعم عاصفة الحزم

دعم عمر بن عبد العزيز لعاصفة الحزم، وهي الحرب على اليمن، متفرع من النقطة السابقة، العداء لإيران، ومن ذلك محاربة الحوثي في اليمن.

إلا أن اليمن ليست إيران، والحوثي العربي الزيدي ليس من شيعة إيران الأثنا عشرية الفارسية الصفوية، وقفز الحوثي على السلطة في اليمن ليس بدعاً من الحكم في العالم العربي والإسلامي، كي يستحق العقاب وحده.

إذن فالحرب على اليمن ابتداء هي عدوان جلي، إذ لم يكن ثمة اعتداء عسكري على السعودية أو دول الخليج، كي تقوم بالدفاع عن نفسها، وهي أيضاً حرب طائشة متهورة لا مبرر لها، وقد كان بالإمكان بلوغ الهدف بالحوار والديبلوماسية.

لذا كنت أستغرب من دعم عمر بن عبد العزيز لهذه الحرب الجائرة الغاشمة، وأظن أن سبب ذلك، بقاء مخلفات وطنية في اللاوعي، كما هي مخلفات الطائفية ضد إيران الشيعية، في اللاوعي أيضاً.

نفي المؤامرة

من يبالغ في نفي نظرية المؤامرة لا يختلف كثيراً عمّن يفسر كل الأحداث على أنها مؤامرة، العقلاء يدركون أن هناك هامش للعشوائية والصدفة، حسب معايير البشر، إلا أن الدول والحكومات والتنظيمات الكبرى، تخطط وتعمل ليل نهار لتحقيق أهدافها، وكثير من ذلك تحت غطاء من السرية.

يهزأ عمر بن عبد العزيز كثيراً بنظرية المؤامرة، ويحيل تفسير الكثير من الأحداث الدولية إلى العمل الطبيعي الواضح، والتنافس الشريف بين القوى، “والسابق تظهرها يدها”[1].

وهذا تسطيح للعبة الأمم، التي ألف بعضهم فيها كتاباً بهذا العنوان: لعبة الأمم، وهو مايلز كوبلاند، ضابط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط بين الأعوام 1947-1967، وغيره كثير.

ومن ذلك تفسير عمر بن عبد العزيز للعلاقة الإماراتية الإسرائيلية، بأنها علاقة مصالح ثنائية، وأن حكومة أبو ظبي اختارت التطبيع مع إسرائيل لتقوية ظهرها، وأن ذلك هاجس توسعي عند الإماراتيين، وأن هذه قرارات سياسية خاطئة، ويتجاهل عمر بن عبد العزيز كل المؤشرات التي تقول إن إسرائيل في الإمارات أبعد وأعمق من ذلك بكثير.

وكذلك إظهار ترند في تويتر السعودية كل جمعة يدعو إلى أرذل الرذائل المصادمة للفطرة، أو كثرة ظهور هاشتاقات غريبة تركز على ما يصادم الفطرة والدين الإسلامي، فهذه ليست من أفعال الحكومة كما يفسر عمر بن عبد العزيز، بل الأمر أبعد من ذلك، ويجب بحثها في نطاق المؤامرة.

عمر بن عبد العزيز يتحدى

عمر بن عبد العزيز ينفي دوماً أن يكون رجل تنبؤات مستقبلية، وبالفعل هو كذلك في المجمل، إلا أني ألاحظ عليه مؤخراً الوقوع من حيث لا يدري في أسر هذه اللعبة، لعبة: تذكروا كلامي، لقد أخبرتكم، احفظوا ما قلته، أتحداكم أن يحدث.. إلخ.

وهي لعبة تبدأ لعبة، وتنتهي إلى أزمة مصداقية، كما أنها تحاصر الشخص فيصبح يدور حول توقعاته، ويتمنى أن تحدث، ويوقع نفسه في الحرج إن لم تحدث لأي سبب، وتعرّض القضية الكبرى للشك، لتخلف بعض أجزائها.

بالمناسبة، كتبت مرة تدوينة بعنوان المستيقظ متأخراً على درس الثقافة، وجعلت هذه الصفة من سمات هذا الشخص.

عذر المطبلين

يكرر عمر بن عبد العزيز القول بأنه يتفهم وقد يعذر المشاهير المطبلين لرموز الحكومة، بحجة أنهم في حالة إكراه واضطرار، وهذا تهوين من شأن كسر المبادئ، وما أوصلنا إلى هذا المستوى من ترويج الباطل إلا مثل هذا التساهل في تحديد إطار الضرورة.

أكثر المطبلين إن لم يكن كلهم، ليسوا واقعين تحت الإكراه أو التهديد أو الخطر المحدق الذي يعد عذراً شرعياً وأخلاقياً، بل أقصى ما هنالك أن المطبل يخشى فوات كسب مادي، أو حظوة، أو مصلحة دنيوية، قد يخسرها لو لم يمارس التطبيل.

عمر بن عبد العزيز والأنظمة الاستبدادية

عمر بن عبد العزيز يشكّل اليوم -في مجاله- أخطر شوكة في حلق أنظمة القمع العربية، وأولها السعودية الجديدة، أو السعودية الرابعة، ثم بقية دول الخليج ثم بقية الدول العربية.

وأنظمة القمع العربية ليست وحدها، بل هناك أنظمة دولية تدعمها لأنها تخدم مصالحها الكبرى، وبالتالي، فهي متضايقة بدورها من شمعة التنوير السياسي التي يشعلها المعارض السعودي عمر بن عبد العزيز، والتي قد تدفع سريعاً بعجلة الديمقراطية في المنطقة.

لذا أخشى عليه كل يوم من أهل الشر ومؤامراتهم ودسائسهم، وأدعو له بالسلامة.


[1] مثل بدوي، السابق أي: الناقة السبوق في سباق الهجن، وتظهرها يدها، أي: يكشف عن سبقها تقدم يدها في السباق.

د. عبدالله السالم
د. عبدالله السالم
شاعر ناقد مدون من قطر

3 تعليقات

  1. يقول Mohanid Al-Obaydi:

    على عبدالله السالم ان يذهب ويعيش في العراق او سوريا كسني عربي. ولنرى هل سيعذر إيران.

  2. يقول Jilal:

    أخطر شوكة في حلق السعودية

  3. يقول Jilal:

    أخطر شوكة في حلق أنظمة القمع العربية، وأولها السعودية

اترك لي أثرك