رقمنة الإنسان في العصر الحديث – وسوم عبدالله السالم : مدونة شخصية قطرية ثقافية

رقمنة الإنسان في العصر الحديث

رقمنة الإنسان

رقمنة الإنسان تحويله تدريجيًّا إلى آلة رقمية تستجيب للمُدخلات المحددة ليعطي النتائج المتوقعة أو قريبًا منها، ولأنه إنسان وليس آلة حقيقية، فإن رقمنته تتمثل بضآلة الهامش الحر للاختلاف المتوقع بين المعطيات والنتائج.

الثورة الصناعية بداية رقمنة الإنسان

بعد الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر، ابتكر الإنسان أساليب حديثة لأتمتة الإنتاج، من خلال سبك قوالب، وصناعة آلات، ورسم خطط، تقوم تلقائيًّا بالكثير من العمل بدلًا من الإنسان، سواء جهد يديه أم اجتهاد عقله.

كانت الغاية من ذلك في البداية أن يستعين الإنسان بالصناعات على تدبير حياته الأصلية، زراعته وتجارته وتنقله وصحته، ثم تحول الأمر بعد ذلك إلى هوس، وأصبحت الصناعة هدفًا في ذاتها، وتوسع الإنسان في صناعة الآلات والمنتجات الزائدة عن الحاجة، ثم ابتكر أساليب جديدة نفسية واجتماعية لتصريف منتجاته واختراعاته، فسادت ثقافة الاستهلاك.

ثم تلتها مرحلة جديدة راجت فيها تجارة الخدمات والوساطة والتسويق، وتضخم الإنسان بالمنتجات الصناعية، وفي كل مرحلة جديدة كانت تتضخم القوالب الإنتاجية الجاهزة، والخطط الثابتة، والأنماط المستقرة، والآليات المُتبعة، والمناهج المقررة، والأرقام المكررة، وبدأت رقمنة الإنسان في الخفاء من حيث لا يشعر.

ولنأخذ مثالين على تأثير الصناعة على رقمنة الإنسان تدريجيًّا من حيث لا يشعر، كما يلي:

اختراع الآلة الطابعة

كان الإنسان يكتب رسائله وكتبه وملاحظاته بيده، ولكل كاتب خط فريد وطريقة وروح ورائحة أحيانًا، وأراهن أن كميةً كبيرةً من رسائل العشاق كانت قيمتها في خط كاتبها، تعرجاته، وتباعد حروفه وتقاربها، وحجم الخط ولونه وحبره وورقه، وما إلى ذلك.

جاءت الآلة الطابعة وأراحت الإنسان من كثير من العناء، وسرّعت العملية، وزادت الإنتاجية، لكنها قضت مع هذا على الروح المتفرِّدة التي كانت موجودة في آلية الكتابة القديمة، وساوت بين جميع الكتّاب، ووحدّت بين جميع الكتب، وأصبحت المشاعر الإنسانية التي كانت تُبث في الرسائل القديمة، مجرد مدخلات آلية وأرقام متشابهة، وعلى الإنسان أن يوازن هنا في المحصلة النهائية لمنفعته، هل يختار رقمنة الإنسان أم روحانيته.

نظم التعليم الرسمي

آلية التعليم الرسمي الذي نعرفه اليوم، لم تكن هي الصيغة المُتَّبعة للتعليم في العصور السابقة، بل كان التعليم أكثر حرية وقدرة على الابتكار والإبداع والتفرد، إذ كان كل معلم يعطي تلاميذه ما لديه من العلوم والمعارف بكل استقلالية وحرية، وكان التلاميذ يجدون عند التلاميذ الآخرين علومًا ومعارف وأساليب أخرى، أخذوها بدورهم من معلمهم الحر.

أما التعليم الرسمي اليوم، فهو يلقن الجميع بنفس المعلومات ونفس الطرق ونفس المناهج، ويحاسب على تجاوزها، وبذلك، قُتلت غريزة الفضول البشري، ووُئدت روح الاكتشاف والإبداع.

وهذا بتأثير القولبة في العالم الصناعي الحديث، إذ أصبح مسؤول التعليم يتعامل مع العملية التربوية والتعليمية بالطريقة التي يتعامل بها مع مصنعٍ لإنتاج الخشب أو البلاستيك أو السيارات، جماعات منتظمة، وخطط مستقرة، وقوالب مُسبقة، ونتائج متوقعة، وهذه مرحلة أخرى من مراحل رقمنة الإنسان المعاصر.

رقمنة الإنسان في عصر الثورة التقنية

بلغت آلية رقمنة الإنسان في عصر التكنولوجيا والثورة الرقمية التقنية ووسائل التواصل والإعلام الجديد ذروتها، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال هذه المظاهر الفرعية:

توحيد الذوق

تمتلك الشركات العالمية الكبرى، والجهات السياسية الدولية ذات الأهداف العابرة للقارات، منصات ضخمة في الإعلام العالمي الجديد، برمجيات وتقنيات وتطبيقات ووسائل تواصل اجتماعي.

وبعيدًا عن نظرية المؤامرة والقول بتعمد التوجيه، فإن الواقع يشهد بالفعل، أن هذه التقنيات والبرمجيات والوسائل حولت البشرية إلى فريقين، فريق المؤثرين وهم قلة قليلة، نسبةً إلى عدد سكان الكوكب، وفريق الأتباع المتأثرين وهم السواد الأعظم من سكان الأرض.

ويكفي أن يشتهر بحد معين، مقطع فيديو تافه لشخص يرقص على أغنية كيكي، لينتشر هذا السلوك كالنار في الهشيم، إلى حد أن نرى الشاعر الشعبي ابن شلحاط يرقص على الأغنية بنفس الطريقة.

وقس على هذا بقية مواضيع الذائقة الإنسانية، ومعايير الاستحسان والاستقباح، التي كان يُفترض بها التنوع والاختلاف، كالشعر والأفلام والأكل والمنتجات والأجهزة والسيارات والشخصيات والأفكار.

فأصبح الإنسان يستجيب في ذائقته للسائد والمنتشر والشائع، وما يفضله ويقترحه المشاهير، يحدث هذا لكل إنسان على حدة، فينتج لنا مجموعة كبيرة من البشر متشابهين في الذوق والتفضيل الشخصي.

توحيد أنماط التفكير والسلوك

وفرة تجارب الآخرين في وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام الجديد، حتى في أدق تفاصيل حياتهم اليومية، وسهولة الاطلاع عليها، أصابت الأكثرية بالخمول في قدرتهم على خوض التجربة بأنفسهم في مواقف مشابهة، والتعامل معها بفردية مستقلة، فنتج لنا مجموعات كبيرة من البشر يعطون نفس النتائج لنفس المقدمات، وكأنها عملية تنويم مغناطيسي جماعية.

ومن هنا، انتشر وساد مبدأ الصوابية العمياء، وهو الحكم على أمر على أنه صواب أو خطأ، لأن الأكثرية يرون ذلك، دون البحث أو الرجوع إلى مصدر التصويب والتخطئة فلسفيًّا أو جماليًّا.

وباستطاعة صورة ميم واحدة، أو مقطع “Reaction” من ثانية واحدة، أو حتى صورة تعبيرية “Emotion” صغيرة أن تنسف كلامًا طويلًا يتحدث عن أي شيء مهم، وتختطف الفكرة إلى بيئتها المُعدّة مسبقًا.

الاختيار القسري للمعايير والشروط الرقمية

أنت حر أيها الإنسان، بل شعار عصرنا الحرية والعدل والمساواة، ولكن؛ إن لم تتبع معاييرنا وشروطنا الرقمية فسيلفظك العالم، وعليك أن تهاجر إلى القرن التاسع عشر أو ما قبله بقليل.

لقاح كورونا المستبد اختياري، لن تداهم منزلك قوة عسكرية مدججة بالسلاح لتحقنك به قسرًا، ولكن إن اخترت عدم تناوله، لن تستطيع السفر ولا التنقل ولا التسوق ولا البيع ولا الشراء ولا الذهاب للعمل أو المستشفى أو المسجد أو الجامعة أو المدرسة، حتى محيي الدين صاحب بقالة الحي لن يبيعك قارورة ماء قبل أن تبرز له الإشعار الرقمي أنك قد تناولت اللقاح وانضممت لقطيع رقمنة الإنسان المتطور، وأنت حر، نحن لا نجبر أحدًا.

القطيع الرقمي

منذ خرجت جوجل وصويحباتها إلى الدنيا، وهي توجه القطيع بطريقة بطيئة ناعمة تدريجية، غير مرئية أو ملموسة، عن طريق فرض معايير ذوقية وسلوكية وذهنية موحدة لسكان العالم الرقمي، وقد اعترف بعض مؤسسي هذه المعايير في جوجل وصويحباتها بالندم، ظهروا في فيلم المعضلة الاجتماعية الوثائقي، وقال أحدهم: كنت مذعورًا من فكرة أننا عشرين أو ثلاثين شخصًا نتحكم ونوجه أنماط التفكير والسلوك لدى مليارين أو ثلاثة من سكان الأرض.

ونحن المدونون ندرك هذا جيدًا، فالمدون إذا أراد أن يكتب موضوعًا إبداعيًّا حتى لو كان الشاعر المتنبي بشحمه ولحمه، فلا بد أن يكتب الموضوع حسب معايير جوجل للكتابة الجيدة، أو ما يسمى معايير SEO، وخلاصتها أنه يجب أن تكتب في موضوع يكثر بحث الناس عنه في جوجل حسب الكلمة المفتاحية الطويلة (Long Tail Keywords) وإلا لن يظهر موضوعك في نتائج بحث جوجل ولن يقرؤه أحد، وجوجل يخبرك أن الناس يبحثون بكثرة عن رقصة كيكي، فعليك يا أبا الطيب المتنبي أن تكتب لنا قصيدة عن رقصة كيكي أو الشعر العبنتيسي.

وبعد اختيار الموضوع وهو رقصة كيكي، فيجب أن تتبع مجموعة من التعليمات المعيارية، كرر كلمة رقصة كيكي عشر مرات في القصيدة، وكن واضحًا بسيطًا، ولا يُقبل المجاز والاستعارات والحركات الإبداعية المعروفة عنك أيها المتنبي، حركاتك هذه اتركها في مجلس سيف الدولة.

وهنا تدخل الشركات الكبرى ورجال الأعمال والجهات السياسية الدولية ذات الأهداف العابرة للقارات، وتدفع المليارات إلى شركة جوجل عن طريق الإعلانات والرعاية لتروج منتجاتها وأفكارها، فتصبح بعد حين من أكثر الأشياء التي يبحث عنها الناس.

مثلا: تأتي شركة اسمها إندوميكم وتضخ في جوجل مليارات الدولارات لإعلانات مكثفة طيلة خمس سنوات، فيتأثر القطيع الرقمي لكثافة البروباغاندا الإندومية، وحين تأتي لكتابة موضوع عن أمر يهدد الكوكب، يخبرك جوجل أن هذا الموضوع فاشل، ولن يقرأه أحد، وعليك أن تجرب الكتابة عن موضوع يمجّد الإندومي المبجل، لأن القطيع يُكثر البحث عن هذا.

مرة استعنت من موقع عربي للخدمات التقنية، بخبير سيو لفحص مدونتي فيما يخص معايير السيو، وبالفعل أخذ الخبير يومين ليقدم تقريره بعد دراسة مواضيع المدونة، بعدها جاء وأخبرني أنه يجب علي الاهتمام أكثر بمراعاة معايير السيو، وعندما سألته ماذا تقصد؟ قال: اكتب عن الفنادق والشيلات والهمبرغر في بلدك، فهذا هو الأعلى بحثاً حسب بيانات محرك بحث جوجل!

وهذه إحدى نتائج رقمنة الإنسان الحديث، القطيع هو من يقود الدفة.

خطورة رقمنة الإنسان

الخوف ليس من إزاحة الكتاب الرقمي للكتاب الورقي، ولا من تفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء الطبيعي، ولا من اكتساح الآلة لوظائف البشر، ولا أن تشن الروبوتات حربًا مدمرة على الجنس البشري، كما في فيلم أنا روبوت بطولة ويل سميث.

بل الأعمق والأخفى والأقرب من كل هذا أن تؤثر رقمنة الإنسان الهادئة التدريجية في أن يكف الإنسان عن ممارسة إنسانيته وتنشيطها.

كان الله قديمًا يبعث الرسل والأنبياء والمصلحين ليقودوا البشرية إلى تغيير جذري في أفكارهم وسلوكهم وأسلوب حياتهم، ولو كان ثمة نبي بعد النبي -محمد صلى الله عليه وسلم- في عصرنا، لكان رجل أعمال يمتلك منصات رقمية مثل جوجل ويوتيوب وتويتر وآيفون ومدونة وسوم. لا هذه الأخيرة طوّفوها.

لذا أظن أن المسيح الدجال الذي سيظهر آخر الزمان ويتحكم بعقول قسم كبير من البشر، ويتمثل لهم على شكل إله، معه جنة ونار، وتمطر السماء وتنبت الأرض بأمره، ما هو إلا هاكر أو مبرمج إلكتروني كبير، لديه قدرات رقمية هائلة، ويستخدم العلم للقيام ببعض المهارات البهلوانية أمام الملايين من الرعاع الذين تمكنت منهم رقمنة الإنسان بمستوى خطير.

ومن ذلك، زراعة الشرائح الرقمية الذكية في عقل الإنسان بحجة معالجة الأمراض العصبية مثل مرض الزهايمر وفقدان الذاكرة والسمع والاكتئاب والأرق، كما في مشروع رجل الأعمال الملياردير المثير للجدل إيلون ماسك وشركة Neuralink.

ولك أن تتخيل نتيجة وجود ملايين من البشر لديهم وحدة تحكم  عصبية رئيسية في مكان ما من الكون، تديرها شركة أو منظمة واحدة، تتوحد من خلالها مشاعرهم اللحظية، إن حزنًا أو سعادة، أو يفكرون بنفس الشيئ في نفس اللحظة، إلى آخر تصور بقية السيناريو المرعب.

د. عبدالله السالم
د. عبدالله السالم
شاعر ناقد مدون من قطر

4 تعليقات

  1. مرحبا تقوى العمدة
    المسيح الدجال أمر غيبي ولا نعرف الكثير من التفاصيل عنه، لذا ليس لنا إلا التوقع والتخمين العقلاني المنضبط.
    وأظن أن كل الأحداث الكبرى والمعجزات هي أيضا أحداث علمية معقولة، لكن الإنسان بعلمه المحدود لا يستطيع معرفة كنهها.
    كما أظن أن من يعيش في موقع وزمن الأحداث الكبرى سيراها أحداثاً طبيعية حسب مجريات الأمور في زمنه وبالتالي تفقد عجائبيتها.
    من ذلك: المهدي المنتظر الذي سيخرج آخر الزمان، لو كان في عصرنا فسيكون شخصا طبيعياً ربما يكون له حساب في الفيسبوك وتويتر وسناب شات وسيقول عن نفسه: يا ناس أنا المهدي المنتظر والله ، وسيكذبه الكثير من الناس، لأنهم ينتظرون مخلوقاً عجائبياً لا يكون مثلهم ولديه حساب فيسبوك وتويتر وسناب شات أيضاً، وقبل المهدي المنتظر الأنبياء حوربوا بنفس هذه الفكرة. وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق!

  2. الصديق يونس بن عمارة:
    أرى أنك بالغت قليلاً في فكرة “إمكانية بشريّ أو مجموعة أن تتحكم بعقول البشر” وتصورتها على شكل ضغطة زر يتم من خلاله التحكم التام بعقل شخص آخر أو مجموعة من البشر بدون مقدمات.
    لو حصل شيء مثل هذا فهو داخل في باب الإكراه، وبالتالي تسقط التكاليف عن المُكرَه بحكم الضرورة.
    لكن موضوعنا شيء آخر، وهو التحكم بعقول بعض البشر من خلال العديد من الخيارات السابقة التي اتخذوها باختيارهم الحر، وبالتالي فهم محاسبون عليها.
    ومثال ذلك: أن السكران منهي عن الصلاة، فهل سقوط الصلاة هنا رخصة ورأفة؟ بالطبع لا، سقطت الصلاة لأنه لن يحسن الإتيان بها كما ينبغي، وهو محاسب على تركها هذا، ومحاسب على تناول الخمر أو المخدر التي بسببه وصل إلى هذه المرحلة باختياره.
    وكذا تسليم الإنسان عقله بأي طريقة من الطرق لشخص أو جماعة تتحكم به، فالمكلف محاسب على الخطوات الأولى التي من خلالها قام بتسليم عقله لغيره، كما في حالة رقمنة الإنسان في أقصى صورها.
    فمن يستجيب لآثار رقمنة الإنسان بشكل بطيء محاسب على اختياراته، وإذا مكّن شركة الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مثلاً، من زراعة شريحة في جسمه، ثم تم التحكم التام بعقله من خلال هذه الشريحة، فهو محاسب على ذلك، لأنه ليس مكرهاً.
    تحياتي.

  3. يقول تقوى العمده:

    مقال مفيد وفيه تفكير عميق .وصلت له انا مثلك .وهو انه المسيح الدجال ماهو اانتاج خلط الذكاءالاصطناعى مع. الجسم البشرى والوصول به للتحكم فى موارد الطبيعه من حولنا .

  4. أثارت فيّ فقرتك الأخيرة من مقالك مسألة كنت أتأملها من فترة وها قد سنحت الفرصة لأبوح بها وأكتبها، وهي كالتالي:

    الفكرة التي مفادها أن «بإمكان بشريّ أو مجموعة أن تتحكم بعقول البشر» هي فكرة مُستحيلة شرعًا ولنسمي -لغرض الإيضاح- القضية «إمكانية بشريّ أو مجموعة أن تتحكم بعقول البشر » القضية زاي، وتفصيل استحالتها شرعًا كالآتي:
    1. مناطُ التكليف شرعًا هو العقل.
    2. فقدان العقل أو فقدان التحكم فيه مُسقطٌ للتكاليف.
    3. الدينُ منهج وضعه الخالق.
    4. إمكانية تحقق القضية زاي يعني إمكانية بشري واحد أو مجموعة من البشر إسقاط التكاليف عن ملايين بل مليارات البشر بضغطة زر يعني إمكانية إسقاط التكاليف دفعة واحدةً.
    5. تحقق مثل هذه الإمكانية مع وجود الدين ضربٌ من العبث.
    6. إذًا لا يمكن -إن أردنا أن يبقى الدين خيارًا متاحًا للبشر- أن تكون القضية زاي ممكنة التحقق في العالم.
    فكروا معي لو أمكن التحكم بالعقل على نطاق واسع بَطُلَ التكليف إذ لا تكليف على من لا عقل له.

اترك لي أثرك