لا شيء يعدل الحرية، ومن أبرز مظاهر الحرية السياسية تمكين الإرادة الشعبية فعليًّا من اختيار رئيس للبلاد من خلال نظام انتخاب حر ونزيه، حتى لو كان الرئيس مرسي أحد أعضاء حزب الإخوان المسلمين رغم قوة العداء من الخصوم المحيطين، وهذه هي ذروة سنام الحرية السياسية، لأن الشعب حين يكون قادرًا على اختيار ممثله فسيكون بالتأكيد قادرًا على محاسبته وعزله إن لزم الأمر عبر قنواتٍ دستورية وقانونية مُتفقٍ عليها.
وما سوى ذلك فهو انقلاب أو مؤامرة أو اعتداء أو خروج على النظام والقانون والإرادة الشعبية.
فما الذي حدث في مصر بعد ثورة 25 يناير وإسقاط نظام مبارك وانتخاب رئيس للبلاد بطريقة شرعية؟ وهل فعلًا فشل الإخوان المسلمين في مصر أم أُفشلوا؟
ما حدث، أنها تحالفت عدة قوى مؤثرة خارجية وداخلية يجمعها قاسم مشترك واحد هو الخصومة مع الإخوان المسلمين، وذلك بهدف إفشال إدارتهم للبلاد منذ الأشهر الأولى حتى وصل الأمر إلى الاستقواء بالجيش لعزل الرئيس مرسي، وهو الرئيس الشرعي المنتخب من قبَل الشعب في انتخابات شرعية نزيهة بشهادة العالم، واعتقال مؤيديه بعد الانقلاب العسكري المُسمى ثورة 30 يونيو 2013.
هكذا بهذه البساطة.
والآن لنلقي الضوء على هؤلاء الخصوم.
خصوم الإخوان المسلمين
الخصم الديني الشرعي
السلفيين في الخليج (الجامية) من عند آخرهم، وهؤلاء يختلفون مع الإخوان المسلمين في أصل التدين، فهم يرونهم جماعةً مبتدعةً مارقةً من المنهج الإسلامي الحق والوحيد، وهم إحدى الاثنتين والسبعين فرقة التي في النار كما في الحديث.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد وضع الجامية أيديهم في أيدي الأنظمة الحاكمة، والتي هي خصم للإخوان خصومةً سياسيّة في الأساس، فأصبحت خصومة الجامية للإخوان شرعيةً وسياسيةً معًا.
وبالرغم من اشتراك السلفيين في مصر مع السلفيين في الخليج في كثير من المُنطلقات العقدية والمنهجية والفقهية، مثل: النهي عن المظاهرات مطلقًا ولو كانت سلمية، ومقاطعة الانتخابات والأحزاب السياسية وشئون الحكم والاختلاف العميق مع الإخوان المسلمين، وغير ذلك.
إلا أن الحراك السياسي الذي توفر في مصر بعد الثورة المصرية وضع السلفيين في مصر في مواجهة مباشرة مع الواقع، فانخرطوا في العمل السياسي وتحالفوا اضطرارًا مع الإخوان المسلمين ضد بقية خصومهم، وبقوا على ذلك إلى أن فاجأوا الجميع بالانقلاب على حلفائهم الإسلاميين قبيل عزل الجيش للرئيس مرسي.
الخصم الفكري
وهم الذين يخاصمون الإخوان المسلمين في أصل كونهم موحدين أو مسلمين أو إسلاميين أو سنّة، لذا ينضم لهذا القسم من يخاصم الإخوان المسلمين لأنه ملحد أو غير مسلم أو علماني أو ليبرالي أو وجودي أو غير سنّي.
على أنه عند التحقيق لا يمكن للّيبرالي الحق في وطننا المسلم العربي أن يخاصم الإخوان المسلمين لأنه ليبرالي، لكنا اعتدنا على اضطراب هذا المصطلح عند المنتمين له والمنبوذين به، وكثيرًا ما تختلط الليبرالية عند الإطلاق بالعلمانية والوجودية وغير ذلك.
الخصم السياسي
يمكن إجمال الخصم السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر في ثلاثة خصوم: النظام العالمي الأمريكي، الأنظمة العربية الحاكمة، الأحزاب السياسية المنافسة، وسأفصّل في هذا كما يلي:
النظام العالمي
خصومة النظام الدولي الذي تقوده أمريكا والغرب للإخوان وخصوصًا بعد نجاحهم في مصر لا يشكك فيه إلا مجادل أو جاهل، فأدبيات الغرب وسياساته طافحةٌ بالتخوف من الإسلام والتحذير من انتشاره، فكيف إذا فاز حزب إسلامي برئاسة بلد استراتيجي مثل مصر؟
كما أن إمبريالية أمريكا في الشرق الأوسط وضمان أمن إسرائيل قائم على التحالف مع الأنظمة العربية وأحزابها، وبالتالي فإن دخول حزب جديد لمسرح اللعبة السياسية في المنطقة أمر مثير للخوف والتوجس الأمريكي، فكيف إذا كان هذا الحزب يرفع الشعار الإسلامي الذي قد يتضمن عناوين معادية مثل الجهاد والولاء والبراء والكفار ونحو ذلك؟
وقد صرح عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور مارك كيرك بالمخاوف الأمريكية حيال فوز الإخوان بالرئاسة في مصر، وأعلن بصريح العبارة تعاون الولايات المتحدة الأمريكية مع تيار الفكر العلماني في مصر للحد من فوز الإخوان.
الأنظمة العربية الحاكمة
أما الأنظمة العربية الحاكمة فخصومتها مع الإخوان المسلمين واضحة أسبابها وضوح الشمس، فهي لا تهتم بفكر الإخوان ولا بمعتقدهم ولا بشعاراتهم ولا بشيء آخر، ولا يهمها سوى كون الإخوان يهددون بقاء أفراد وعائلات السلطة في الحكم دون النظر في الأسباب، وقد صرّح بهذا كثير منهم، وهذا الأمير نايف وزير الداخلية السعودي الراحل ينص على هذا السبب بوضوح تام في هذا الحوار الصحفي.
وهم في هذا سواء بلا استثناء، وما يشذ عن هذه القاعدة فتفسيره الاحتواء السياسي المرحلي فقط.
ولم تكن الأنظمة العربية تولي خصومة الإخوان المسلمين قبيل أحداث الربيع العربي مزيد اهتمام لاستقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة آنذاك (نعمة الأمن والأمان)، وهذا ما تغير تمامًا بعد فوز الإخوان في مصر ودعم قطر لهم، إذ تم الهجوم عليهم إعلاميًّا فجأةً بشكل شرس إلى درجة شيطنتهم وإخراجهم من منظومة المواطنين الصالحين، واعتبارهم تنظيمًا إرهابيًّا ممنوعًا، ومن ثم ملاحقتهم أمنيًّا واعتقالهم كما في مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة.
وظهر في الإعلام التلفزيوني والصحفي والاجتماعي نشطاء مكرَّسون للتحذير من الإخوان المسلمين في الخليج، ووجوب مقاطعتهم والتبرؤ منهم والمشاركة في محاربتهم، فهذا واجب وطني.
وكأن فكر الإخوان المسلمين كمأة نبتت للتو في الأراضي العربية.
لذا لو سألت شابًّا من شباب الإمارات مثلًا عن الإخوان المسلمين، فإنه سيسبغ عليهم أبشع الأوصاف وأخطر التهم في الدين والفكر والقصد والأخلاق، وكأنه يصف الشيطان بعينه، كل هذا وهو لم يقابل إماراتيًّا إخوانيًّا واحدًا بهذه الأوصاف، ولكن هذه التعبئة الذهنية والتكريس الإعلامي والأمني خلق هذه الصورة النمطية المشوهة في ذهنه.
الأحزاب السياسية المنافسة
وأما الأحزاب السياسية المنافسة في مصر فهي متفاوتة في درجة الخصومة بين منافس شريف يطمح إلى الفوز بطرق شرعية، وبين من هو أقل من ذلك وصولًا إلى الخصم الذي يفجر في الخصومة ويتمنى إفشال خصمه بكل الوسائل المتاحة، شرعيةً كانت أم غير شرعية، ولو تخلل هذا سقوط القتلى وإحراق المنشآت والتآمر مع أطراف خارجية وتعريض البلاد والمجتمع للفوضى.
الخصم البراجماتي
وهو خصم طفيلي متكيف، إذ يتبع مصلحته فقط، ومصلحته مع الأقوى المتغلب المستقر سواء على الصعيد الداخلي المحلي أو الخارجي الدولي، وقد يلبس في هذا لباس أي فريق من الخصوم الثلاثة الرسميين.
وهؤلاء الخصوم الاستغلاليون خليط من رجال الأعمال في الأساس وطلاب المال والشهرة والشهوة والنفوذ وبعض الإعلاميين والمشاهير والمتنفذين وحتى المنتسبين للثقافة والدين والعلم الشرعي.
وكلما تضافر سببان فأكثر من أسباب الخصومة في أحد فإنها تكون أشد وأقسى، وقد تميل إلى التطرف والعنف والإقصاء التام.
الميزان المائل
في مواجهة هذه الساحة المليئة بأخلاط القوى والدول والتنظيمات والمؤسسات والأحزاب والأفراد، وقف الإخوان وحدهم أو قريبًا من ذلك في الساحة المقابلة، وكان على عاتق الرئيس مرسي أن يصفق بيد واحدة، وأن يتجاوز كل عقبات الداخل والخارج في ظرف أربع سنين، لا بل في ظرف سنة واحدة.
وهذا ما لم يحدث ولا يمكن أن يحدث ضمن القدرة البشرية الطبيعية.
كانت مصر قد خرجت للتو من ثورة شعبية على نظام مستبد جائر هو أيضًا كان امتدادًا لأنظمة سابقة مشابهة، وكان الفساد المزمن قد تغلغل في مفاصل الدولة وأنظمتها ومؤسساتها الاقتصادية والأمنية والثقافية، وحتى في طريقة تفكير الناس واستعدادهم الذهني والنفسي.
حملات التشويه الشعبي
كان الخصوم لا يتركون وسيلةً لإرباك الرئاسة إلا واستعملوها، فظهرت لنا الأصوات الإعلامية على الشاشات والصحف وفي وسائل التواصل الاجتماعي، تنشر الشائعات وتكبّر الأخطاء وتتهم النوايا وتطلق التعليقات الساخرة والسلبية والتشكيكية، وأحيانًا تتطرف فتشتم وتسب وتلعن أو تدعو إلى العنف والعصيان وإثارة البلبلة.
وأصبح الرئيس مرسي -بدلًا من أن يكون رمزًا مهيبًا للدولة- مادةً للطرائف والنكات، وكل ما يفعله ويقوله أرض خصبة للانتقاد السلبي، حتى صوته ومشيته وكلماته وحركة يديه! فكيف بقراراته ومشاركاته السياسية الداخلية والخارجية!
كما كثرت الدعوات إلى إقامة المظاهرات الاحتجاجية والحملات السخيفة وتعطيل عجلة البناء وإشغال الناس، بدلا من الانكباب على العمل والإنتاج.
أضف إلى ذلك المكائد والمؤامرات والتكليفات السرية الخطيرة التي لا أدلة على التورط فيها، لكن من المعلوم بطبيعة الحال والظروف ضرورة وجودها في التحالفات السياسية الكبيرة.
ثمرة حملات التشويه
بعد هذا التأجيج المتواصل والاستعداء الشعبي المستمر ضد الإخوان، وجد الكثير من أفراد المجتمع المصري البسيط، وأعني بهم الطبقة الكادحة وعموم الشعب من الدرجات العمالية الدنيا، والتي هي النسبة الأكبر من الشعب، وجدوا أن ما يقوله خصومهم حقيقة في مجمله، فوضعهم الاقتصادي أصبح أسوأ، والأمن لم يستتب كما ينبغي، والمظاهرات لم تتوقف، والسياحة تدنت، والقادم مجهول.
وهؤلاء البسطاء لا تعنيهم التنظيرات والفلسفة الزائدة في بحث الأسباب الاقتصادية والسياسية المتدنية لوضعهم الذي يعيشونه، بقدر ما تعنيهم النتائج الملموسة الماثلة أمامهم، لذا بدأ بعضهم يفقد الثقة في الرئاسة وحزب الإخوان المسلمين وبدأ يقتنع قليلًا بعملية شيطنتهم المكرَّسة بقوة.
لذا استطاع اللاعبون الرئيسيون في خصومة الإخوان جمع هذا العدد الهائل من المحتجين في ميدان التحرير وشوارع المحافظات والمدن المصرية الأخرى أثناء مظاهرة 30 يونيو.
حسنًا أيها المحتجون ما الذي تطالبون به؟ تعديل دستوري؟ تعديل وزاري؟ إنشاء هيئة مراقبة ومحاسبة للرئاسة؟
والجواب كان لا، إننا نريد فقط الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين وعزل الرئيس مرسي، ولو كان في هذا انقضاض على أول وأهم ثمرات ثورة 25 يناير، الشرعية!
حسنًا وما الذي دعا إلى هذا الطلب المتهور والمتطرف ونافذ الصبر فلا يستطيع الانتظار حتى إكمال الدورة الرئاسية؟
وللأسف كانت الإجابة عبارة عن تبريرات ومعاذير لا ترقى إلى خطورة الطلب وأهميته، فدعونا نتعرف على المآخذ والاعتراضات والملاحظات التي دعت خصوم الإخوان إلى المغامرة بمستقبل مصر بهذه الجرأة والإطاحة بالشرعية.
مآخذ خصوم الإخوان المسلمين عليهم في الحكم
استغلال الدين للوصول إلى الحكم
وهذه دعوى نظرية غير قابلة للإثبات إذ هي منصبة على النوايا ولا يمكن تقييمها موضوعيًّا، إلا إذا ثبت من خلال الأفعال والممارسات المتراكمة عبر السنين الطويلة والمواقف المختلفة أن شعار الدين ما هو إلا غطاء شكلي اتضح للجميع زيفه، وهذا ما لم يحدث في شأن سياسة الإخوان بعد الرئاسة لا من حيث الكم ولا الكيف.
التعامل مع إيران
وكأن الدول العربية والخليجية بل العالم كله لا يتعامل مع إيران دبلوماسيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا، ولا توجد سفارات وملحقيات ومؤسسات اقتصادية مثل سلسلة بنك صادرات إيران في مدن خليجية مختلفة.
ومثل هذا التعامل مقبول في أصله ليس مع إيران فحسب، بل مع كل بلد في التعامل معه مصلحة للوطن.
فراغ شعاراتهم الإسلامية
مثل عدم تحرير فلسطين وعدم منع الخمور وإغلاق المراقص، وهذه وإن كانت فعلًا لم تحدث في حكم الرئيس مرسي إلا أن الواقع يمنعها، على الأقل بهذا الزمن القصير، كما أن الإخوان لم يرفعوا يومًا شعارًا سياسيًّا غبيًّا بهذه الركاكة، وإنما الأمر في حقيقته مجرد استهزاء بأدبيات الإسلاميين الذين يتحدثون عن آمالهم في إيجاد دولة تستطيع فعل كل هذا.
أخونة الدولة
وهذه دعوى مرسلة يصعب رصدها وتقييمها، فما هو الضابط الدقيق لصحة إطلاق القول بأخونة الدولة؟ هل هو تنصيب مسؤول إخواني أم اثنين أم عشرة؟ وفي أي مؤسسة بالتحديد؟ يجب لصحة هذه الدعوى أن تكون الحكومة كلها من الإخوان بوزرائها واقتصادييها ومحافظيها وقضاتها وإعلامييها وجميع رموزها، والواقع يناقض هذا بالطبع وأقرب الأمثلة وزير الدفاع السيسي الذي قاد الانقلاب.
كما أنه من الطبيعي والمقبول أن يقرب الحاكم في فترة حكمه من يقاربه في الفكر والميول في مناصب الدولة، بشرط أن لا يكون هذا مضرًّا بمصالح الفصائل الأخرى.
وكثير ممن يصرخون عاليًا بهذا المأخذ على الإخوان يتجاهلون هيكل الحكومة في أنظمتهم المبنية لا على التقارب في الفكر، بل على القرب في النسب والدم والقبيلة والمصلحة والولاء الخاص.
انتشار مظاهر عداء الإخوان لخصومهم
ويستدلون على هذا بحادثة وقعت هنا ومواجهة غوغائية وقعت هناك وتصريح غير مسؤول من ملتحٍ وزلة من متحدث ينتمي للإخوان، وهكذا.
ويريدون أن يلصقوا كل هذا رسميًّا بالإخوان وكأنه أحد البنود الرئيسية التي يقوم عليها الحزب، بل والأخص من ذلك أن ينسبوا ذلك إلى رئاسة مصر الحديثة بل الرئيس مرسي نفسه.
ولاشك أن الخطأ وارد من كل شخص، فكيف إذا كان من جماعة كبيرة ينضوي تحت لوائها العالم والجاهل والصادق والكاذب والعاقل والأحمق والجاد والعابث والمأجور والمدسوس والمتلون.
بل إن العدل أن لا ينسب موقف خاطئ للحزب إلا إذا تبناه وأقره، لأن الاجتهادات الفردية ليست بأدلة على توجه الجماعة الرسمي.
الفشل في استقرار الأمن وانتعاش الاقتصاد والتنمية
وهذا وإن كان حقيقةً على أرض الواقع، إلا أنه بسبب إصرار خصوم الإخوان على تعطيل عجلة الدولة المولودة توًّا من رحم فتك به الفساد والاستبداد طويلًا.
فلا هم شاركوا في البناء ولاهم تركوا غيرهم يبني، وهم حتى لو شاركوا في البناء فإن البلاد لن تتعافى بين عشية وضحاها، وليس هناك عصا سحرية تحول كل نفايات الفساد المزمن إلى حدائق خضراء وأبراج ذهبية وجسور معلقة وشعب غني.
ولو استمر هذا التنافس غير الشريف على السلطة بالطريقة نفسها، فإن عزل الرئيس مرسي لن يغير من الأمر شيئًا، وستظل مصر بلدًا طاردًا للسياح، طاردًا للمستثمرين، طاردًا للأمل عصيًّا على الاستقرار.
5 تعليقات
أجدت وأفدت
بارك الله فيك
ماشاء الله موضوع جميل تشكر عليه
الله يصلح الحال
تدوينه رائعة ومدونة اروع
لك كل التقدير
شكرا يا ماء السماء ، هو فعلا على طوله مختصر .
مقال يختصر مرحلة مابعد ثورة 25 برؤية متوازنه وعقلانيه
اعتقد انه يستحق أن يكون مرجع