ملخص كتاب معالم في الطريق – عبدالله السالم

ملخص كتاب معالم في الطريق

ملخص كتاب معالم في الطريق

كنتُ أتابع حواراً يوتيوبياً بين السعودي عمر بن عبد العزيز واليمني علي البخيتي، عن الصحوة، والحكومة السعودية، والشؤون السياسية الإقليمية، ونحو ذلك. فأخذ البخيتي يهاجم سيد قطب رحمه الله، ويحذّر منه ومن أفكاره، قائلاً: إنه يدعو في كتابه معالم في الطريق إلى قتل المخالفين، وأن الكتاب مليئ بهذا، أو أنه مقصور على هذا الأمر، وما حول هذا المعنى. وطالبَ البخيتي العالَمَ الإسلامي بمنع هذا الكتاب وأمثاله من الكتب، والمواقع الإلكترونية والفتاوى التي تدعو إلى القتل، كل قتل. فعدتُ إلى الكتاب وقرأته ولم أجد فيه شيئاً مما زعم البخيتي.

عن سيد قطب

سيد قطب شخصية فذة، يختار البعضُ أن يصفها بأنها شخصية جدلية، ليتركَ البابَ موارباً بين ذات اليمين وذات الشمال، لكن ما لا مواربة فيه أن سيد قطب شخصية محورية في مشروع مراجعة وتجديد الفقه السياسي الإسلامي المعاصر الذي تبنى الاستبداد، وهو إمام رباني مجدد، قدّم نفسه رخيصةً في سبيل الثبات على مبادئه الإسلامية الراسخة، إذ تعرَّضَ للسجن والتعذيب والتنكيل في عصر جمال عبد الناصر، ثم حكم عليه بالإعدام، وقيد إلى المشنقة ثابتاً محتسباً لم يتراجع أو يضعف، حتى أُعدِمَ رحمه الله فجرَ يوم الأثنين 29 أغسطس 1966م.

عن كتاب معالم في الطريق

أفضلُ وصف لكتاب معالم في الطريق أنه بالفعل معالم في الطريق، معالم في طريق الأمة الإسلامية القادمة، أو التي تسعى للقدوم. وهي معالم ظاهرة بيّنة يراها الجميع، الأنصار والخصوم، فيميّز الواحدُ نفسَه وموقعه وموقفه بناء على هذه المعالم، إن كان من هؤلاء أو من هؤلاء، إن كان مع الإسلام أو مع الجاهلية.

والجاهلية وصف استعمله سيد قطب بوفرة في هذا الكتاب، ويشير به إلى ما سوى الإسلام من عقائد أو تصورات أو سلوكيات أو جماعات أو أفراد، وإن لبستْ لباسَ الإسلام.

وهذه مشكلة الكتاب عند خصومه، أنه كتاب يحمل أفكاراً إسلامية حدّية صلبة، صيغت بلغة مباشرة مملوءة بالعزة والأنفة، غير مداهنة ولا مترددة.

الفكرة الأساسية للكتاب

إنَّ قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال، لا لأن الحضارة الغربية قد أفلست مادیاً او ضعفت من ناحية القوة الاقتصادية والعسكرية، ولكن لأن النظام الغربي قد انتهى دورُه لأنه لم يعد يملك رصيداً من القيم يسمح له بالقيادة، بل انحدر في هذا المجال إلى مستويات متدنية من التهتك الفكري والانحلال الأخلاقي.

ولا بد من قيادة تملك الحضارة المادية التي وصلت إليها البشرية (بفضل العبقرية الأوروبية) وتنمّيها، وتزود البشرية بقيم جديدة جدّة كاملة، وبمنهج أصيل وإيجابي وواقعي في الوقت ذاته. والإسلام وحده هو الذي يملك تلك القيم وهذا المنهج.

ولكن الإسلام لا يملك أن يؤدي دورَه إلا أن يتمثل في مجتمع، أي أن يتمثل في أمة، فالبشرية لا تستمع -وبخاصة في هذا الزمان- إلى عقيدة مجردة، لا ترى مصداقها الواقعي في حياة مشهودة.

ووجود الأمة المسلمة يعتبر قد انقطع منذ قرون كثيرة، فالأمة المسلمة ليست أرضاً كان يعيش فيها الإسلام، وليست قوماً كان أجدادهم في عصر من عصور التاريخ يعيشون بالنظام الإسلامي، إنما الأمة المسلمة جماعة من البشر تنبثق حياتهم وتصوراتهم وأوضاعهم وأنظمتهم وقيمهم وموازينهم كلها من المنهج الإسلامي.

وهذه الامة بهذه المواصفات قد انقطع وجودها منذ انقطاع الحكم بشريعة الله من فوق ظهر الأرض جميعاً، ولا بد من إعادة وجود هذه الامة لكي يؤدي الإسلام دوره المرتقب في قيادة البشرية مرة أخرى.

وهذا ما يرعب البخيتي وهو الرجل الذي يعلن إلحادَه ونبذه للأديان وعلى رأسها الإسلام، وكذلك يرعب التيارات العالمية والأنظمة المادية التي تتبنى هذه الفكرة وتعادي ما سواها، لذا صُنّفَ سيد قطب باكراً بأنه المحرض الأخطر في العصر الإسلامي الحديث للشعوب الإسلامية على الثورة ورفض الواقع، وأنه المرجعية الأولى للحركات الجهادية وحركات الانفصال الفكري، بل سميت هذه النزعة بـ القطبية نسبة إليه. فلنستعرض بشكل موجز مفاصلَ كتاب معالم في الطريق كما قسّمها مؤلفه سيد قطب.

جيل قرآني فريد

هنالك ظاهرة تاريخية ينبغي أن يقف أمامها أصحاب الدعوة الاسلامية في كل أرض وفي كل زمان، وهي ظاهرة تميزِ الجيل الأول للدعوة الإسلامية، جيل الصحابة، عن كل الأجيال اللاحقة، فما أسباب ذلك؟ ثلاثة:

السبب الأول: أن النبع الأول الذي استقى منه ذلك الجيل هو نبع القرآن وحده. ثم اختلطت به بعد ذلك في الأجيال اللاحقة ينابيع أخرى، مثل: فلسفة الإغريق ومنطقهم، وأساطير الفرس وتصوراتهم، وإسرائيليات اليهود ولاهوت النصارى، وغير ذلك من رواسب الحضارات والثقافات، واختلط هذا كله بتفسير القرآن الكريم، وعلم الكلام، كما اختلط بالفقه والأصول أيضاً، وتخرّج على ذلك النبع المشوب سائرُ الأجيال بعد ذلك الجيل، فلم يتكرر ذلك الجيل أبداً.

السبب الثاني: إنهم في الجيل الأول لم يكونوا يقرؤون القرآن بقصد الثقافة والاطلاع، ولا بقصد التذوق والمتاع. لم یكن أحدهم يستكثر بالقرآن من زاد الثقافة لمجرد الثقافة، ولا ليضيف إلى حصيلته من القضايا العلمية والفقهية محصولاً يملأ به جعبته. إنما كان يتلقى القرآن ليتلقى أمر الله في خاصة شأنه وشأن الجماعة التي يعيش فيها، وشأن الحياة التي يحياها هو وجماعته، يتلقى ذلك الأمر ليعمل به فور سماعه.

السبب الثالث: لقد كان الرجل حين يدخل في الإسلام يخلع على عتبته كل ماضيه في الجاهلية، لذا كان هناك عزلة شعورية كاملة بين ماضي المسلم في جاهليته وحاضره في إسلامه، تنشأ عنها عزلة كاملة في صِلاته بالمجتمع الجاهلي من حوله وروابطه الاجتماعية، فهو قد انفصل نهائياً من بيئته الجاهلية واتصل نهائياً ببيئته الإسلامية.

طبيعة المنهج القرآني

لقد كانت الدعوة المكية تكرّس طيلة ثلاثة عشر سنة مفهومَ كلمة التوحيد لا إله إلا الله إلا الله، لا تتجاوزه إلى ما سواه، وكان العرب يفهمون جيداً المقصود بهذه الكلمة العظيمة، بأن الألوهية تعني الحاكمية العليا، وكانوا يعرفون أن توحيد الألوهية وإفراد الله سبحانه بها، معناه نزع السلطان الذي يزاوله الكهّان ومشيخة القبائل والأمراء والحكام، السلطان على الضمائر والشعائر، وعلى واقعيات الحياة، والسلطان في المال والأرواح والأبدان، وردّ كل ذلك إلى الله.

كانوا يعلمون أن لا إله إلا الله ثورة على السلطان الأرضي الذي يغتصب أولى خصائص الألوهية، وثورة على الأوضاع التي تقوم على قاعدة من هذا الاغتصاب، ولم يكن يغيب عن العرب -وهم يعرفون لغتهم جيداً- ماذا تعني هذه الدعوة بالنسبة لأوضاعهم ورياساتهم وسلطانهم، ولذا استقبلوا هذه الدعوة ذلك الاستقبال العنيف، وحاربوها هذه الحرب التي يعرفها الخاص والعام.

فلمَ كانت هذه نقطة البدء في هذه الدعوة؟ ولم اقتضت حكمة الله أن تبدأ بكل هذا العناء؟ ولماذا لم يستعمل النبي صلى الله عليه وسلم بعض الوسائل والشعارات الفرعية مثل: وسيلة القومية العربية، أو شعار العدالة الاجتماعية، أو راية الإصلاح الأخلاقي، ثم يخلص من خلالها إلى تلك القضية الرئيسة العسيرة، قضية الحاكمية المطلقة لله والخضوع التام لسلطانه وحكمه؟

الجواب: لأن طبيعة هذا الدين هي التي قضت بهذا، فهو دين يقوم كله على قاعدة الألوهية الواحدة، كل تنظيماته وكل تشريعاته تنبثق من هذا الأصل الكبير.

نشأة المجتمع المسلم وخصائصه

الجاهلية التي تقوم على حاكمية البشر للبشر لم تكن متمثلة في نظرية مجردة، بل ربما أحياناً لم تكن لها نظرية على الاطلاق! إنما كانت متمثلة دائماً في تجمع حركي. متمثلة في مجتمع، خاضع لقيادة هذا المجتمع، وخاضع لتصوراته وقيمه ومفاهيمه ومشاعره وتقاليده وعاداته.

لذا فإن محاولة إلغاء هذه الجاهلية، وردَّ الناس إلى الله مرة أخرى، لا يجوز -ولا يجدي شيئاً- أن تتمثل في نظرية مجردة، فإنها حينئذ لا تكون مكافئة للجاهلية القائمة فعلاً والمتمثلة في تجمع حركي عضوي، فضلاً على أن تكون متفوقة عليها، بل لا بد لهذه المحاولة الجديدة أن تتمثل في تجمع عضوي حركي أقوى في قواعده النظرية والتنظيمية، وفي روابطه وعلاقاته ووشائجه من ذلك المجتمع الجاهلي القائم فعلاً، وهذا ما نشأ عليه المجتمع المسلم في الجيل الأول.

معالم في الطريق سيد قطب

الجهاد في سبيل الله

استعرض سيد قطب تلخيص الإمام ابن القيم لسياق الجهاد في الإسلام في كتابه زاد المعاد في فصل: هدي النبي مع الكفار والمنافقين من حين بُعث إلى حين لقي الله عز وجل، ثم شنَّ هجوماً حاداً في معالم في الطريق على من وصفهم بالمهزومين روحياً وعقلياً أمام ضغط الواقع وأمام هجوم المستشرقين الماكر الذين يفسرون الجهاد في سبيل الله بأنه حرب دفاعية فقط.

لا إله إلا الله منهج حياة

كل المجتمعات التي لا تحقق معنى لا إله إلا الله هي مجتمعات جاهلية، والمجتمع الجاهلي الذي لا يحقق معنى لا إله إلا الله، هو كل مجتمع لا يخلص عبوديته لله وحده، متمثلة هذه العبودية في التصور الاعتقادي وفي الشعائر التعبدية وفي الشرائع القانونية.

وبهذا التعريف الموضوعي تدخل في إطار المجتمع الجاهلي جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض، حتى تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة.

شريعة كونية

الله الذي خلق هذا الوجود الكوني وخلق الإنسان، والذي أخضع الإنسان لنواميسه التي أخضع لها الوجود الكوني هو سبحانه الذي سنَّ للإنسان شريعة لتنظيم حياته الإرادية تنظيماً متناسقاً مع حياته الطبيعية. فالشريعة على هذا الأساس إن هي إلا قطاع من الناموس الإلهي العام الذي يحكم فطرة الإنسان، وفطرة الوجود العام، وينسقها كلها جملة واحدة.

 وما من كلمة من كلمات الله، ولا أمر ولا نهي، ولا وعد ولا وعيد، لا تشريع ولا توجيه إلا هي شطر من الناموس العام، وصادقة في ذاتها صدق القوانين التي نسميها القوانين الطبيعية.

والشريعة التي سنها الله لتنظيم حياة البشر هي شريعة كونية؛ بمعنى أنها متصلة بناموس الكون العام، ومتناسقة معه، ومن ثم فإن الالتزام بها ناشئ من ضرورة تحقيق التناسق بين حياة الإنسان، وحركة الكون الذي يعيش فيه، بل من ضرورة تحقيق التناسق بين القوانين التي تحكم فطرة البشر المضمرة والقوانين التي تحكم حياتهم الظاهرة. وضرورة الالتئام بين الشخصية المضمرة والشخصية الظاهرة للإنسان.

الإسلام هو الحضارة

الإسلام لا يعرف إلا نوعين اثنين من المجتمعات، مجتمع إسلامي ومجتمع جاهلي، والمجتمع الجاهلي قد يتمثل في مجتمع ينكر وجود الله تعالى، وقد يتمثل في مجتمع لا ينكر وجود الله تعالى، ولكن يجعل له ملكوت السماوات، ويعزله عن ملكوت الأرض، فلا يطبق شريعته في نظام الحياة، ولا يحكم قيمه التي جعلها هو قيماً ثابتة في حياة البشر.

المجتمع الإسلامي هو المجتمع الوحيد المتحضر بمعايير الحقيقة المطلقة (معايير الإسلام) لا معايير البشر وتحديداً الثقافة الغربية التي ولغت في مفهوم التحضر والتخلف وجيّرته لمعاييرها الخاصة.

التصور الإسلامي والثقافة

ما يتعلق من الثقافة بتفسير النشاط الإنساني، وهو المتعلق بالنظرة إلى نفس الإنسان وإلى حركة تاريخه، وما يختص بتفسير نشأة هذا الكون ونشأة الحياة، ونشأة هذا الإنسان ذاته، من ناحية ما وراء الطبيعة، (وهو ما لا تتعلق به العلوم البحتة من كيمياء وطبيعة وفلك وطب.. إلخ) فالشأن فيه شأن الشرائع القانونية والمبادئ والأصول التي تنظّم حياة المسلم ونشاطه، مرتبط بالعقيدة ارتباطاً مباشراً، فلا يجوز للمسلم أن يتلقى فيه إلا عن مسلم، يثق في دينه وتقواه.

إن اتجاهات الفلسفة بجملتها، واتجاهات تفسير التاريخ الانساني بجملتها واتجاهات علم النفس بجملتها، عدا الملاحظات والمشاهدات دون التفسيرات العامة لها، ومباحث الأخلاق بجملتها، واتجاهات دراسة الاديان المقارنة بجملتها، واتجاهات التفسيرات والمذاهب الاجتماعية بجملتها فيما عدا المشاهدات والاحصائيات والمعلومات المباشرة، لا النتائج العامة المستخلصة منها ولا التوجيهات الكلية الناشئة عنها، إن هذه الاتجاهات كلها في الفكر الجاهلي -أي غير الإسلامي- قديماً وحديثاً، متأثرة تأثراً مباشراً بتصورات اعتقادية جاهلية، وقائمة على هذه التصورات، ومعظمها -إن لم يكن كلها- يتضمن أصوله المنهجية عداءً ظاهراً أو خفياً للتصور الديني جملة وللتصور الإسلامي على وجه خاص!

جنسية المسلم وعقيدته

جاء الإسلام ليقرر أن هناك وشيجة واحدة تربط الناس في الله، وبدونها لا صلة ولا مودة، وأن هناك حزباً واحداً لا يتعدد، وأحزاباً أخرى للشيطان والطاغوت، وأن هناك طريقاً واحداً يصل إلى الله، وأن هناك نظاماً واحداً هو النظام الإسلامي وما عداه نظم جاهلية، وأن هناك شريعة واحدة، وحقاً واحداً، وداراً واحدة هي دار الإسلام، تلك التي تقوم فيه الدولة الإسلامية، فتهيمن عليها شريعة الله، وتقام فيها حدوده، ويتولى المسلمون فيها بعضهم بعضاً. وما عداها فهو دار حرب، علاقة المسلم بها أما القتال وأما المهادنة على عهد أمان، ولكنها ليست دار إسلام، ولا ولاء بين أهلها وبين المسلمين.

وطن المسلم الذي يحنُّ إليه ويدفع عنه ليس قطعة أرض، وجنسية المسلم التي يعرف بها ليست جنسية حكم، وعشيرة المسلم التي يأوي إليها ويدفع عنها ليست قرابة دم، وراية المسلم التي يعتز بها ويستشهد تحتها ليست راية قوم، وانتصار المسلم الذي يهفو إليه ويشكر الله عليه ليس غلبة جيش، إنما هو كما قال الله تعالى عنه: “إذا جاء نصر الله والفتح”. إنه النصر تحت راية العقيدة دون سائر الرايات، والجهاد لنصرة دين الله وشريعته لا لأي هدف من الأهداف، والذود عن دار الإسلام بشروطها تلك لا أية دار، والتجرد بعد هذا كله لله، لا لمغنم ولا لسمعة، ولا حمية لأرض أو قوم، او ذود عن أهل أو ولد، إلا لحمايتهم من الفتنة عن دين الله.

نقلة بعيدة

ليست وظيفة الإسلام أن يصطلح مع التصورات الجاهلية السائدة في الأرض، ولا الأوضاع الجاهلية القائمة في كل مكان. وظيفة الإسلام هي إقصاء الجاهلية من قيادة البشرية، وتولي هذه القيادة على منهجه الخاص، المستقل الملامح، الأصيل الخصائص.

استعلاء الإيمان

قال تعالى: “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون” . يمثل هذا التوجيه الحالة الدائمة التي ينبغي أن يكون عليها شعور المؤمن وتصوره وتقديره للأشياء والأحداث والقيم والأشخاص سواء، وليس توجيهاً خاصاً بحالة الجهاد الممثلة في القتال فقط.

المؤمن هو الأعلى سنداً ومصدراً وإدراكاً وتصوراً لحقيقة الوجود، وهو الأعلى تصوراً للقيم والموازين، وهو الأعلى ضميراً وشعوراً وخلقاً وسلوكاً، وهو الأعلى شريعة ونظاماً، ولابد أن يتعامل مع الغير على هذا الأساس.

هذا هو الطريق

الحياة وسائر ما يلابسها من لذائذ وآلام، ومن متاع وحرمان، ليست هي القيمة الكبرى في الميزان. وليست هس السلعة التي تقرر حساب الربح والخسارة. والنصر ليس مقصوراً على الغلبة الظاهرة، فهذه صورة واحدة من صور النصر الكثيرة.

إن القيمة الكبرى في ميزان الله هي قيمة العقيدة، وإن السلعة الرائجة في سوق الله هي سلعة الإيمان. وإن النصر في أرفع صوره هو انتصار الروح على المادة، وانتصار العقيدة على الألم، وانتصار الإيمان على الفتنة.

الزبدة

انتهى الكتاب. وكما هو واضح فإنه كتاب لا يملك البخيتي وكل بخيتي مشابه إلا أن ينادي بمنعه وحرقه ومهاجمة صاحبه، فهو محتوى يكرّس مفهوم الاعتداد بالهوية الإسلامية واستقلاليتها وسعيها للانفكاك عن القبضة العالمية المسيطرة على المفاهيم والتشريعات والماديات.

معالم في الطريق كتاب نافع أدعو إلى قراءته، فإن وجد القارئ فيه خطأ ظاهراً فليخالفه ويتركه ويأخذ بالحق الذي هو أكيد منه، وإن وجد شبهة خطأ، أو معنى محتملاً، فلينبذ الاحتمال السيئ وليحسن الظن بالرجل ويفترض المعنى الحسن.

د. عبدالله السالم
د. عبدالله السالم
شاعر ناقد مدون من قطر

1 تعليق

  1. يقول فريد:

    وأنا اقرأ هذا الملخص تذكرت كتاب معالم في الطريق خاصتي. كان السيد الوالد مريضا وايامها كنت أواكب وضعه في المستشفى وهذا الكتيب في جيبي. لغته وروحيته لفتت انتباهي، ووقتها كنت اقرأ كثيرا بين فترات الزيارات المسموح بها في المستشفى. لم اقرأ الكتاب في النهاية من نسختي الورقية هذه لانها سقطت من جيبي في مكان ما فقرأته مضطرا على شكل pdf. الكتاب كان قويا جدا وثوريا وسهل الفهم. لذك اقرأ المقال وكأني سبق وقرأته.

اترك لي أثرك