ياك جرحي : حديث مع النفس بالتوازي مع الأغنية - مدونة وسوم

ياك جرحي

ياك جرحي

14-07-2004, 07:54 Am

ياك جرحي

جريت وجاريت

على طول الخط اللاقرار له نركض نجري ونجاري مأخوذين بأحلامنا الملونة ونتنازل عن أشيائنا للراكضين معنا ولمنعطفات الطريق وللمفاجآت المقبلة لنكتشف أننا في النهاية تجردنا من كل شيء

وترجيت الله .. الله يشافيك

آمين يا رب وتفرحني بها ممتلئة ومبتسمة وكأن هذه المرحلة نتف من الماضي السحيق واحيانا مدعاة للتندر والضحك.

 

البلا بيا ولا بيك

لا يبدو أننا سنرمي خلافاتنا الصغيرة خلفنا للمرة الأخيرة

تستنزفنا كثيرا وترهقنا ونطارد أخبار بعضنا في هتافات الآخرين بخجل ونذبح الحمائم التي تحمل أخبارا جديدة.

يا لسخرية الكبرياء البرستيج ! يالحماقاتنا المتكررة!

……………..

نعيمة سميح : الفنانة المغربية ذات الوجه الملائكي، أحبها وأتناولها قي رأسي كشخصية روائية، كانت معشوقة الجماهير في السبعينات على ما أظن قال لي مرة أحد الصعاليك السعوديين وهو في حالة ما، إنه ينوي السفر إليها للقائها قبل أن تلتقطها مخالب القدر .

تحدث عنها كأنها صبية عاش معها تجربة عاطفية استثنائية، لم أستغرب حينئذ.

بالمناسبة : أكره نانسي عجرم الآن.

سيبك .

وقال لي صديقي الذي كان يمر بحالة ما: أنه يحتفظ لها باسطوانات قديمة وأشرطة فيديو.

دار في خلدي إنها مسألة التعلق بالمشاهير فقط.

مثلا أنا أفتح فمي وانقطع عن حالتي الذهنية لما أفرفر القنوات وأقع على فيلم لـ جنيفر لوبيز.

حاولت كثيرا أن أقنع نفسي أنها “ممثلة” وأن ما أراه فيها عبارة عن ادعاءات ملائمة للمشهد السينمائي، اتساع حدقاتها مثلا عند الانبهار، التواء ثغرها عند الحيرة، حركة يديها.. إلخ .

لكني مأخوذ بها بنت جنيفر هذه الساقطة، وصديقي الصعلوك الذي يمر بحالة ما هو المسكين مأخوذ بنعيمة سميح وينوي شد الرحال إلى المغرب العربي ليلتقي بعجوز سبعينية.

قالت أمل : إنها قديمة وأنها ملتها لأنني أعطيها رابط الأغنية لليلتين على التوالي وأنها تفضل الجديد وذكرت شيئا عن خالد الشيخ.

وقالت حنان: لم تسمع بها من قبل.

وقال فهد: لا لم يقل فهد شيئا وأمنيتي الآن أن شما معي، لتقول لي ما تشاء عن الأغنية، الحقيقة أريدها أن تقول أي شيء حتى لو عن التنبؤات بمستقبل العراق أو الأسباب السياسية لاغتيال طلال الرشيد أو عن أي شيء أي شيء، سعر البرميل في اجتماع اوبك الأخير.

 

واترجيت الله الله يشافيك : (

===========

عبدالله قلمك الساخر جميل يجمع بين الألم والتأمل والدمعة والابتسامة اعجبني فكرك رغم غموضه وخصوصيته بعض الشئ تحيات شجاع القحطاني.

==========

الأخ / شجاع القحطاني:

هل قلت غموض؟ تصور يا زميل، تكررت علي هذه الكلمة أكثر مما تتصور، حتى أصبحت تعني لدي في مرحلة ما من عمري (النتي) مرادفا لأشياء دميمة مثلا: “تخسي” و “كذاب” و “ابن كلـ ..” وأشياء مثل هذه.

الأغبياء كلهم الذين وصموني بالغموض لا يعون أن هذا الغلاف الشكلي المؤقت ينصهر سريعا عند أول شمعة ثقة.

تصور يا زميل أني أحدث البعض عن عيوبي الخلقية والخلقية وعن نواياي ومخاوفي وطموحاتي ومغامراتي وعلاقاتي، هكذا دفعة واحدة دجججج.

أنهمر بغزارة وبدون تردد عن كل أسراري وحتى أسرار جيراننا، والحقيقة يا شجاع أنني أشعر بلذة، لذة لا تضاهى، حين أجد ذاك الذي يستطيع استنطاق كامني السحيق فاملأه بالحكايا والألوان.

إنه يشبه إلى حد ما تجزئة الهارديسك إلى أقراص عدة (دي و جي و إي وإف) ومن ثم توزيع الذاكرة على هذه الأقراص.

تخيل يا شجاع أن جهازك لا يحوي إلا قرصا واحدا، مملوء بالبرامج والملفات والباتشات والفايروسات والألعاب والصور ووو إلخ، في يوم ما سينفجر صدقني.

لا عليك لا عليك يا صديق ..

هي حالة ما، ولا تريد أن تهدأ هل تعلم أني أشتاق إلى خلاد؟ وصوته بالأذان، وحكايا المخيم رقم 7 وأشتاق للوعد وأشتاق لباحة الحرم صباحا وأشتاق لـ مرتفعات ويذرنغ، أقصد مرتفعات وزيرستان وأشتاق لليالي الخالدة ولصوت محمد رفعت وهو يقرأ سورة مريم، هل تعلم أني أشتهي مقابلة أحلام مستغانمي ؟ صدقني لا أكذب عليك، لم أكن أود مقابلة هنري ميللر، بعض الشفافية وقاحة، هل حالة ما حالة ماء ؟

………………..

14-07-04, 07:54 Am

في هذا التاريخ باغتتني الـ حالة الـ ما أعلاه واليوم ، اليوم بعد قرابة نصف سنة أجدني أغلق كل نوافذ الجهاز الزائدة وأبحث عن هذا الموضوع بسلوك غريزي، كالبحث عن قطعة قماش تتقي بها لفحة البرد ، أو الانزواء تحت أقرب مبنى اتقاء للمطر,

يا الله هل كنت بهذه اللامبالاة ! كأحد أفراد الـ “هومليس” حين يغدق في التهشم والترقيع الروحي ستجده ممددا في أقذر الممرات، مسندا ظهره للحائط، وحين تتعثر برجليه سيربت على كتفك ويخبرك بدون مقدمات:

– لقد هجرتني، بنت الـ .. رغم التوسل والاعتذار هجرتني وقذفت في وجهي :

– أنت فاشل !

سينتظر منك بكل يقين أنك ستقف إلى صفه وتعلق:

– كانت على خطأ.

إنه في أشد الحاجة إلى موقف مثل هذا، لقد بلغ هاوية العجز واللامبالاة معا، لذا يسند ظهره للحائط ويسند روحه بالزجاجة ويتسولك لكي يجد لضميره متكأ فيك.

……….

حين أشم بعض الروائح تعود بي الذاكرة عشر سنين للخلف، وأحيانا عشرين أو حين أسمع بعض الايقاعات، أتقمص حالة بأكملها، في فندق رخيص في ألعن زوايا الأرض مثلا، حين وبخني أبي بعد أول مغامرة جنسية مثلا، حين فتشني المدير في باحة المدرسة وصادر علبة السجائر.

أشياء لا قيمة لها، لكنها تراهن ألا تموت، بعد ستة أشهر سمعت بالصدفة أغنية بنت سميح المجرمة هذه وبدون أجنحة أو تذاكر سفر وجدتني هنا في هذا المربع الضيق..

كم هو معقد الانسان !

……………..

……………

البلا بيا ولا بيك؟

إذن نحن أمام مأزق حي فقط لنحلل السبب، أنا ولاّ أنت؟

أذكر أني في بداية احتكاكي بالآخر، ولأننا في خليجنا الطاهر، خليجنا الورع جدا، ذاك الذي يخلط بين الله وبين المأذون، يخلط بين التوحيد وبين صبة “الفنجال” المحددة عرفا في سلوم الرجال..

عفوا هل أبدو حانقا على خليجيتنا ؟

صابيء إذن؟

أخشى من الآن الألقاب المطاطية تلك التي ترمى ليلا وتعلُق مرة في شجرة ومرة في لحية ومرة في فكرة وهكذا كيفما اتفق ..

ماذا كنت أقول يا الله ؟

نعم لأننا في الخليج فلن يكون الآخر أبدا إلا المرأة ، هذا الوحش المرعب المرأة وربما الكافر هم الآخرون لدينا إلا إذا كنت ضيق المدار جدا، فالآخر هو الحضري إن كنت بدويا والصلبي إن كنت قبليا.

وهكذا ..

اووووه اليوم تكلمت في المسنجر مع حضري!

تصدق كان يتكلم مثلنا ! يابااااتي  ..

لا لا لا مش هذا الموضوع

أذكر أني في بداية احتكاكي بالآخر، أول بداياتي في نزع الغلاف الماورائي في علاقتي بالآخر، كنت مصفّحا باديء الأمر بالذاتية.

أنا الحق أنا الصح أنا الأصل أنا المهم أنا الحقيقي وعلى الآخر السلام، الآخر لا يستحق كل هذا الإنصات والثقة، إنه عدوي يا أخي، الجحيم يا سارتر.

لذا كنت أرتاب سدير لأنه مراوغ وأتجنب دخان لأنه شيعي وأسخر من أبو عائض لأنه مصري وأستخف بـ بنت الأصول لأنها امرأة وهكذا ، كلهم على مقصلة الإقصاء.

ربما كنت أمرر البعض من تحت الحزام الناسف، شما مثلا، الجازية، الوعد، مزمار، عقاب، كنت أغافل بدائيتي المتطرفة وأحبهم، قلت لك صابيء من يومي شيئا فشيئا أصبحت أحتوي الآخر، إن لم أحتوه لا ألفظه أبدا، المهم أني بدأت أقشر نفسي.

اكتشفت أن هناك آخرين على حق أيضا، وآخرين أبرياء وآخرين رائعين واكتشفت أني أحيانا على باطل \، وأني احيانا أناني \، وأحيانا أفتري، وأجامل، وأراوغ، أحسد، أتعامى.. إلخ .

باختصار إني إنسان أو فلنقل : آخر مقلوب إذن ممكن يكون البلا بيا.

وهكذا تعمل دوامة الشك، ابتداء مني وانتهاء بالكون تطمأنني المقولة تلك: الشك أول العلم.

د. عبدالله السالم
د. عبدالله السالم
شاعر ناقد مدون من قطر

اترك لي أثرك