لا تزال أيها العزيز تقاسمنا حلقات الشغب والذكر ووجع الهوية.
وأنت هناك، تحت الشمس وحدك، وحول معصميك أغلال ذلنا، وفي عينيك سر عتيق يتطلع دوما إلى الأفق الأبعد، لن نأتي أبدا أيها العزيز ، لن نأتي أبدا ..
خلاد : يا حمامة الجلسة دوما، يا عصفور الشجن والطرائف في رحلات البر المسالمة جدا، كيف اخترقت فجأة سرب الجوارح الدامي مثل صقر جريح؟
وكان الرصاص يتطاير حولك مثل ضحكاتنا المسالمة جدا، وحين تجاوزت أسوارهم المختلطة بالنار والدماء وأشلاء أحبائك كان قد طوّق بك الخذلان المترامي من كل جهة.
و… و…
وسلبوك كل شيء ..
حتى تلك النظرة المملوءة بالظفر.
خلاد أيها العزيز، أم أقول المعتقل فايز الكندري :
بلغني أنهم يريقون الكرامة من وجوهكم الطاهرة، ويمعنون في إطفائكم !
بلغني أنكم لا تنامون لأسابيع، وأنكم مرهقون جدا، وأشد ما عليكم أنكم لا تعرفون أين أنتم !
قلبي لكم يا صديقي، وما تبقى من ماء وجهي.
ولتعلم أننا نستحضرك دوما، ووجهك الملائكي، وتلك النبرة الشجية التي تؤذن وتقرأ بها.
لقد تخاطفتك مخالب القدر وأنت لا تزال في نيسان الشباب والارتباك العاطفي، كنت لا تزال تحلم بزوجة صغيرة تملأ هذا الفراغ الموحش الذي خلفته العفة، أذكر جيدا استطرادك الكوميدي الحارق في وصف قدمها الصغيرة بجانب قدمك وأنتم تصلون قيام الليل.
وذهبت فجأة حيث الكرامة والخوف والحقيقة .
أفتقدك يا خلاد، يا فايز الكندري ..
24/2/2005
طبربور
1 تعليق
ماشاء الله موضوع جميل تشكر عليه