يتساءل الكثير في موضوع الأزمة الخليجية عن أسباب حصار قطر الحقيقية، لأنهم لم يقتنعوا بالأسباب التي تقدمها دول الحصار والتي يرددها أتباعهم في الإعلام ووسائل التواصل بخبث أو جهل، بل ويحاولون تخفيف وقع الجريمة فيسمونها مقاطعة قطر.
وهذه الأسباب المزيفة تأتي دائما في شكل حزمة من الأوصاف الملفقة والاتهامات المتناقضة، فمثلا دعم الإرهاب بمفهومه المراد يتناقض مع العمالة لإسرائيل وإيران التي هي أيضا جزء من هذه الاتهامات، ووجود العسكر التركي حدث بعد الحصار فكيف يكون من أسبابه؟
وقد يقول متفذلك موغل في نظرية المؤامرة إن إسرائيل وإيران وجهان لعملة واحدة وهذه مسألة أخرى قد أخصص لها تدوينة مستقلة.
فدعونا نرى ما هي هذه الأسباب القوية والخفية التي حدت بدول شقيقة مثل السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى مقاطعة أشقائهم ومحاصرتهم في قطر ورفض كل وساطة في سبيل المصالحة الخليجية.
تنقسم أسباب حصار قطر الحقيقية إلى قسمين:
أصبحت قناة الجزيرة منذ إطلاقها نافذة مقلقة للحكام العرب جميعهم (دول الحصار وغيرها) الذين اعتادوا على نمط معين من الإعلام، الإعلام الذي يستر أكثر مما يكشف، أو بالأصح يستر ما يمكن أن يُكشف.
وبالرغم من التحكم الطبيعي للسلطات القطرية في توجيه بوصلة القناة إلى هذا البلد أو ذاك إلا أنه ظل تحكما ظرفيا متباعدا وغير مؤثر على شروط المهنية للقناة، فقد كان تحكم السياسة القطرية منحسرا بالسماح بفتح النافذة أو إغلاقها فقط، لا اختلاق أخبار وفبركة أحداث تظهرها النافذة المفتوحة على مصراعيها كما في القنوات الموجهة بشكل رخيص.
وبهذا أصبحت قناة الجزيرة أداة ضغط بشكل أو بآخر في يد الحكومة القطرية، وللأسف فإن الضغط في دولنا العربية هو بأن تظهر الحقيقة فقط.
من هنا كان الحكام العرب بلا استثناء يشعرون بامتعاض وضيق شديد من هذه القناة التي قد تكشف ما يسترون، ومن البلد الذي يحتضنها، ومن القوة التي ولدت حديثا في يد هذا البلد فغيرت موازين اللعبة، وهذا الشعور من أهم وأعمق أسباب حصار قطر الحقيقية، لذا برز مطلب إغلاق قناة الجزيرة في قائمة المطالب 13 من قبل دول الحصار.
في قطر جاء للحكم نظام جديد عام 1995م، نظام يحمل في يده خطة، لا مجرد الحكم على البركة كما كانت عليه بقية الأنظمة الخليجية في تلك المرحلة.
وبالرغم من أن لكل خطة مثالبها إلا أن هذه الخطة قفزت بقطر إلى الأمام عدة خطوات متجاوزة بذلك بعض دول الخليج وأكثر الدول العربية من حيث الوجاهة العالمية والسمعة الإقليمية والموثوقية الاقتصادية والتأثير الإعلامي وغير ذلك، ولك أن تتخيل شعور أبطال الحارة المعهودين في مسابقة الجري حين يتجاوزهم فجأة طفل صغير جاء من آخر المجموعة.
ويمكنني أن أجمل مظاهر هذه المنافسة التي تقدمت بها قطر على الفريق في هذه النقاط:
الأنظمة العربية والخليجية بلا استثناء لديها علاقات مزمنة مع إسرائيل، بعضها بشكل مباشر وبعضها بشكل غير مباشر (أي عبر وسيط) ولكن قطر كانت أول دولة خليجية تظهر علاقتها مع إسرائيل على العلن وبشكل مباشر في حدود العلاقات التجارية.
الدول الخليجية والعربية تبحث على حد سواء عن العلاقات الدولية القوية في مجال السياسة والاقتصاد، وكانت العلاقة مع إسرائيل البوابة التي فتحت لقطر ذاك الطريق، فمن المعلوم أن إسرائيل أحد أقوى وحوش العالم في المال والتجارة والإعلام والعلاقات الدولية والتجسس وزراعة العملاء.
وهذا ما جعل كبار الدول تنظر إلى قطر نظرة مساواة مع أخواتها الكبرى، أو تفوق أحيانا، وهذا أيضا ما زاد منسوب القوة والتأثير لدى قطر وأقلق دول الجوار.
العلاقة مع إسرائيل أمر غير مشرف بأي شكل ما دام الوضع الفلسطيني الإسرائيلي على ما هو عليه، وهو سقطة للنظام القطري السابق نحمد الله أننا تجاوزناها بسلام، ولكن كما أسلفت فإن لكل خطة مثالبها، وقد يهوّن قليلا من الأمر ما يلي:
وما يدل على اعتبار دول الحصار لهذه العلاقة غير المشرفة مادة للمنافسة وسبباً من أسباب حصار قطر هو هرولتهم الآن للتطبيع مع إسرائيل بشكل مخيف وغير مقيد بالرغم من إعلان إسرائيل القدس عاصمة لها، فأثمر هذا اللهاث التطبيعي عن المشاركة في محاربة حركة حماس وهي البيدق الأخير للمقاومة الفلسطينية الجادة، وعدّها جماعة إرهابية يجب مطاردتها ومحاصرتها ومحاربتها أينما ثقفت.
واليوم الأثنين بتاريخ 4 مارس 2019 في مؤتمر البرلمانيين العرب المنعقد في العاصمة الأردنية عمّان اعترض عبدالله آل الشيخ رئيس مجلس الشورى السعودي وممثل السعودية في المؤتمر على توصية وفد الكويت بتضمين بند وقف التطبيع مع إسرائيل في بيان المؤتمر، وحظى هذا الاعتراض بدعم رؤوساء الوفد الإماراتي والمصري.
وإن كان الاعتراض فيه شبهة وجاهة من الناحية الفنية إلا أنه يعكس توجه القيادة السياسية في تلك الدول وتوصياتها لممثليهم الموفدين للمؤتمر، وإلا فقد كان يسعهم السكوت على أقل تقدير.
منذ حرب تحرير الكويت 1991 حتى الآن والجيش الأمريكي مقيم في منطقة الخليج لم يرجع، لكنه تخفف من الزوائد فقط، أما قادة التخطيط وضباط التنفيذ والأعوان والعملاء وبعض القطع العسكرية والأدوات المطلوبة فبقيت في القواعد العسكرية في دول الخليج بشكل غير معلن.
جاءت أمريكا في سنة 1996 وأنشأت قاعدة العديد في قطر بشكل علني، تقريبا مثل العلاقة مع إسرائيل، وهذه أيضا إحدى مواد المنافسة التي أغضبت دول الحصار فيما مضى وأشعلت الغيرة لديها، فالحظوة القطرية بثقة أمريكا أداة قوة إضافية، خصوصا أن هذه الأداة عبارة عن قاعدة عسكرية متطورة ومتكاملة ستحمي المنطقة التي هي فيها ولو بطريقة غير مقصودة.
وجود قاعدة عسكرية أمريكية في أرض عربية أمر لا يدعو إلى الفخر، فالجميع يعلم أن أمريكا لا تقطع كل هذه المسافة وتنشئ قاعدة عسكرية في بلد آخر لأجل أن توزع الورود على العاشقين أو حتى لتعلم الأطفال الفنون القتالية للدفاع عن النفس على الأقل.
أمريكا في المنطقة لتحقيق مشاريعها وخططها الإمبريالية العالمية وبموافقة جميع الحكام العرب إن لم يكن حكام العالم كلهم، لست متأكدا من حاكمين أو ثلاثة.
إذن فالانصياع للتوجهات الأمريكية في هذا العصر أمر مفروغ منه لأنك إن لم تفعل ستجد نفسك في مواجهة العالم بأكمله، وهذا مما عمت به البلوى ولكن لا عذر للمسلمين والعرب فيه.
لماذا تصبح هذه النقيصة مادة للمنافسة والغيرة عند دول الحصار لتكون أحد أسباب حصار قطر الحقيقية؟ لأن الأنظمة العربية والخليجية على تفاوت قليل بينها ترى أن الفوز بصداقة أمريكا مفخرة وأي مفخرة، حتى ولو كان ذلك على حساب المبادئ والهوية والدين.
وورد في تسريبات إيميل السفير الإماراتي الأمريكي يوسف العتيبة محاولة الإمارات لإقناع أمريكا بنقل القاعدة من قطر.
اكتشاف الغاز القطري ومن ثم تصديره شكّل الشريان الرافد لتطلعات النظام القطري الجديد منذ 1995 للنهضة والتنمية في قطر، وبذلك أصبح مصدرا للثقة بالنفس والاستقلالية، وهذا أيضا سبب آخر من أسباب حصار قطر الحقيقية.
فقطر في نظر دول الحصار باتت تغرد خارج السرب المعهود والمتوقع، وأصبحت تتعامل مع أخواتها الكبرى من دول الخليج بالاحترام والتوافقية نفسها ولكن هذه المرة بندية واستقلالية وصوت يعلن خروجه من ربقة التبعية والوصاية السابقة.
نجحت قطر في برنامجها التنموي في عدة مجالات وبسرعة فائقة مما جعلها محط إعجاب كثير من شعوب الدول الخليجية والعربية، وهذا الإعجاب تحول إلى مصدر حسد أو حرج لحكام تلك الدول لأن شعوبهم باتوا يعيرونهم بالتفوق القطري الملحوظ، ويتساءلون ما الذي يمنعنا أن نكون مثل قطر؟ ومن ذلك:
قفز متوسط دخل الفرد في سنوات قليلة في قطر ليتربع على قائمة أعلى دخل فرد في العالم، وهذا ما جعل شعوب بعض دول الخليج مثل السعودية والإمارات والكويت على تفاوت بينها يعيدون النظر في أعذار حكوماتهم بأن الناتج المحلي لا يسمح بزيادة الدخل، خصوصا أنها دول مصدرة للبترول وبعضها رقم 1 عالميا في معدل إنتاج النفط مثل السعودية.
بالطبع يدخل في هذه الحسبة نسبة عدد السكان، ولكن مع احتساب هذا العامل أيضا فإن الفارق يظل كبيرا بين حجم الصادرات ومعدل دخل الفرد.
هذا أيضا أحد العوامل التي خلقت لدى حكام دول الحصار شعورا مرا بالحسد والغيرة فساهم مع مجموعة من العوامل المتراكمة الأخرى في أسباب حصار قطر الخفية الحقيقية.
وقد كشفت تسريبات ويكيليكس عن السفير العتيبة حجم الهاجس الإماراتي لسحب التنظيم من قطر.
ويظهر هذا جليا في كمية التغريدات الموجهة ضد قطر في تويتر ووسائل التواصل الأخرى حول هذا الشأن من شخصيات سعودية وإماراتية عامة مثل تركي آل الشيخ أو ضاحي خلفان وغيرهم مما يعكس مدى صعوبة تقبل الأمر في نفوس رؤوسائهم، وأنهم يحاولون حتى الآن إعاقة نجاح هذا الحدث.
سبقت قطر دول الخليج في الالتفات للاستثمارات العالمية في أرقى وأشهر الماركات العالمية في أمريكا وأوروبا مثل متجر هارودز أو شركة بورش أو فولسفاغن وغيرها، وبات اسمها يكتب على الأبراج الطويلة والفنادق العريقة وقمصان أشهر الأندية الرياضية وذلك من خلال صفقات استثمارية ضخمة بعيدة المدى.
وربما ما يثير حفيظة حكام دول الحصار ليس الاستثمارات العالمية حقيقة وإنما ما يصاحبها من ظهور اسم دولة قطر أو مؤسسة قطر أو بنك قطر أو الخطوط القطرية بتلك الأبهة والاستعراضية، فالنخبة الحاكمة في المنطقة ومن يتأثر بهم مفتونون بالظهور والاستعراض ولو على حساب الانتاجية الحقيقية.
أما أفراد الشعوب في المنطقة فباتوا يقرؤون اسم قطر في أماكن عالمية كثيرة وأيقنوا أن قطر تسبق دولهم بمراحل، فزاد الإعجاب بها واللوم لحكامهم.
في بداية ثورات الربيع العربي وتحديدا ثورة تونس لم يكن لقطر موقف سياسي محدد حيال الأمر مثلها مثل بقية دول العالم، فالثورة ظهرت فجأة من العدم بعد إضرام الشاب التونسي محمد بوعزيزي النار في نفسه.
فتناولت قناة الجزيرة الأخبار الآتية من تونس بمهنيتها المعهودة، احتجاج شبابي سلمي في تونس ثم قمع عنيف من قبل السلطة ثم تجمهر شعبي والمطالبة بإسقاط النظام ثم تنحي الرئيس بن علي وهروبه إلى السعودية، كل هذا جرى وانتهى في غضون شهر أو أقل.
بعد أن استيقظت الأنظمة العربية والعالمية من صدمة الثورات الشعبية المفاجئة، راحت تعيد الصفوف خلف الكواليس بتشكيلة مع أو ضد، فثورات الشعوب المتطلعة إلى الحرية والمساواة والديمقراطية ومشاركة الثروات شكلت تهديداً مباشرا لتلك الأنظمة الاستبدادية المدعومة من النظام العالمي الأمريكي، وبالتالي لابد من إيجاد حل سريع لإخماد تلك الاحتجاجات.
أكملت قناة الجزيرة وظيفتها في التغطية الإعلامية الاحترافية للثورات العربية المتعاقبة، ثورة مصر، ثورة ليبيا، ثورة اليمن، ثورة سوريا، والآن ثورة السودان وثورة الجزائر.
بعد أن وحدت الأنظمة العربية صفها في مواجهة صف الشعوب العربية المضطهدة اختارت قطر عن قناعة أو سياسة صف الشعوب من خلال إكمال قناة الجزيرة لمسيرتها الإعلامية المنحازة للمطالبات الشعبية العريضة، وكان دور قطر مقتصرا على هذا الأمر البسيط لا التحريض ولا التهييج ولا حتى التخطيط المسبق، فكان هذا سببا إضافيا من أسباب حصار قطر الحقيقية.
لا أرى أن لدى القيادة القطرية في المجمل من الحس الديني الإسلامي ما يفوق ما لدى البقية في المجمل أيضا، فالجميع مسلمون يؤدون الشعائر الدينية الموسمية على الشاشات مثل صلاة العيد والحج وإعلان رؤية هلال رمضان ونحو ذلك، فما حكاية دعوى اختصاص قطر بدعم الإسلام السياسي؟
قبل ثورة مصر لم تكن هذه (التهمة) توجه للنظام القطري، سوى بعض الأصوات الخافتة التي لا تستحق الالتفات حينها عن بث قناة الجزيرة لأشرطة تنظيم القاعدة أو اللقاء المتلفز مع قائد التنظيم أسامة بن لادن بعد أحداث 11 سبتمبر، أو احتضان قطر لبعض الشخصيات التابعة لحركة طالبان الأفغانية أو الجهاد الشيشاني.
وكما أسلفت فإنه لم يكن هذا يعتبر من دعم الإسلام السياسي ولا حتى دعم الإرهاب، وذلك أن بث قناة الجزيرة لرأي تنظيم القاعدة كان من باب الرأي والرأي الآخر، واحتضان دولة قطر لتلك الشخصيات الجهادية الإسلامية كان من باب فتح قنوات خلفية للتفاهمات الدبلوماسية بين الخصوم.
أما دعوى دعم قطر للإسلام السياسي فسببها أن قطر أكملت سيرها على نفس المبدأ في دعم خيارات الشعوب العربية الثائرة، هذه الخيارات التي نتج عنها في مصر فوز محمد مرسي بالرئاسة من خلال انتخابات شعبية نزيهة، وصادف أن محمد مرسي كان ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين التي تمثل أحد أطياف الإسلام السياسي.
تمسكت قطر وقناة الجزيرة بدعم الشرعية التي أفرزتها أصوات الناخبين بغض النظر عن الأيديولجيا التي يحملها الشخص الذي يمثل هذه الشرعية، فرموا قطر بأنها تدعم الإسلام السياسي، ومع أني أرى أن هذا شرف لا تهمة لكن من باب الموضوعية يجب القول: لم تكن قطر تدعم الإسلام السياسي.
أصيبت الأنظمة العربية بسعار محموم للقضاء على نجاح الثورات العربية وتغيير الأنظمة الحاكمة بهذا الشكل.
لذا راحت ترسم الخطط وتنفذها بكل الوسائل الممكنة لوأد تلك الثورات التي تهدد عروشها، فمرة بالاحتواء المراوغ كما في المبادرة الخليجية في ثورة اليمن ومرة بخلق الفوضى كما في الثورة السورية ومرة بمحاولة إفشال حكم الإخوان المسلمين في مصر بكل الطرق الممكنة حتى لم يتبق إلا الولوغ في الدماء المعصومة من خلال الانقلاب العسكري الصارخ الذي أتى بالسيسي على ظهر دبابته العشواء فربطها في عمود القصر واستلم الحكم.
وقبل هذا كله كانت تستقبل كل من لفظه شعبه من الحكام وعوائلهم وأتباعهم، فاستقبلت السعودية بن علي وحسني مبارك وصالح، واستقبلت الإمارات أحمد شفيق وعائلة صالح وابنه أحمد وعائلة بشار الأسد.
أما قطر فكانت تنأى بنفسها عن كل هذه المؤامرات الشيطانية المدعومة من إسرائيل مباشرة وتحت غطاء أمريكي موارب. واستقبلت الفارين من بطش العسكر وأحكام الإعدام من الإخوان المسلمين وغيرهم من المعارضين.
بل إن مشاركاتها القليلة هنا وهناك كما في قمع ثورة البحرين أو عاصفة الحزم كانت من باب أداء الواجب وإسكات اللوم والتزاما بالمعاهدات والمواثيق السابقة بينها وبين دول مجلس التعاون الخليجي أو في إطار اتفاقيات جامعة الدول العربية.
وهذا التقاعس القطري من المشاركة في حفلة الضباع خلق سببا جديدا من أسباب حصار قطر الحقيقية.
كما ذكرت سابقا في تدوينة محمد بن سلمان في الميزان أن صفقة القرن صفقة غامضة ومن أركانها أن تكون غامضة، إلا أنها في المحصلة تمثل عصارة حكم القوي على الضعيف، القوي النظام العالمي الجديد وممثلته في الشرق الأوسط إسرائيل والضعيف الدول العربية بأنظمتها الحاكمة المتواطئة.
قطر ليست أفضل حالا من بقية الدول العربية في هذه النقطة إلا أنها بحكمة من الله لم تكن عنصرا مهما في تنفيذ هذه الصفقة لا من حيث الموقع الجغرافي ولا الثقل الديني والاجتماعي ولا التوجه السياسي الجديد، على عكس السعودية والإمارات ومصر ومن تبعهم بإحساس.
والمراقب يلحظ تهاون قطر في المشاركة في صفقة القرن قدر الاستطاعة فيما يركض البعض لتنفيذها بحماس يفوق حماس أصحابها.
ما سبق هي أسباب حصار قطر الحقيقية الخفية التي لا يريد خصوم قطر الاعتراف بأكثرها، ولم يعترفوا صراحة إلا بقناة الجزيرة فأدرجوا المطالبة بإغلاقها بهذه الفجاجة ضمن مطالبهم أو ما يعرف بالمطالب الخليجية الـ 13 لوقف الحصار أما بقية الأسباب فتم تجاهله أو تعميته تحت عناوين أخرى مثل دعم الإرهاب والإرهابيين أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول وغير ذلك.
6 تعليقات
مقال جامع وشامل يرتب فوضى الأفكار التي تعتمل العقول
وتجعل الشعوب عاجزة عن فهم سر الحرب الشعواء والمفاجئة
ضد من كانت اخت وجارة.. لينقلب الامر رأسا على عقب في غمضة عين وبلا أي مقدمات..
بما جعله اشبه ما يكون بصدمة للشعوب
ملاحظة
أعتقد أن المقال ينقصه ذكر الدور الحقيقي لعناصر خارجية خارج دول الحصار في دفع دول الحصار لهذا الحصار بلا حياء ولا خجل
سلمت يمينك دكتور عبدالله
ربما دكتور سبقت أوانها قليلا..
لكني أعتقد أنك تستحقها
مودتي
بنت الشرق:
ملاحظتك في محلها لكن المقال لا يتحمل المزيد من الإسهاب، ريما أذكر هذا في تدوينات لاحقة
نورتي الحتة
كلام حضرتك كله مظبوط لحد جزئية تناولت الأحداث في مصر بمهنية حين حدثت الثورة, من بعدها الأمور اتغيرت ولم تعد قطر هى الدولة المحايدة و الذكية اللى بتقدر تلعب على كل الأطراف و تحقق مصالح الجميع,كان ممكن بالضغط و الدبلوماسية و السياسة القطرية انها تخفف حدة الأحتقان في مصر بل و تعمل على مصالحة سياسية واسعه المدى. قطر للأسف لعبت دور الأخوانى المتعصب و لم تلعب دور السياسي المخضرم و كان ممكن ببساطة تكسب نظام السيسي في بداياته . بل و حتي الأن لكن لا حياةً لمن تنادى.
اها يا بلدي الثاني اتمنى ان تنهض دائما وترفع راسك وتفتخر انك قطري والله اني انا وبلادي نحبكم كثير وانتم استمروا بنجاحاتكم وانشاء الله كأس العالم من نصيبكم. 2022 اهدي تحياتي لكم من اليمن
مرحبا بك يا ريكو مير أنت وكل أهل اليمن الكرام.
مرحبا أحمد محمد إبراهيم
اللعب على كل الأطراف كما تفضلت ليست من السياسة المحمودة في شيئ، وخصوصا في وضع مثل وضع مصر أثناء تلك المرحلة الحرجة.