الفيسبوك , نخبة , تواصل الاجتماعي , تويتر , facebook , twitter
وأنا أتصفح حساب أحد النخبة الأدبية في الفيسبوك قرأت ما يلي :
يقوم بالرد على رسائلكم السكرتير !
سكرتارية حتى في الفيسبوك !
أتظن أنه كان سيستقبلك في مكتبه بلا سكرتير ؟
اعتدنا عبر نظام اجتماعي ثقافي تراكمي على مر السنين والتجارب ومراحل التمدن على بروتوكولات سائدة تصور الشخص المهم نجما في السماء لا تصله الأيدي ولا تحيط به الأعين ولا تدركه الأبصار إلا في مواعيد ومراسيم محددة بعناية ومحفوفة بالهيبة والتمنع .
وهذا الشخص المهم قد لا يتجاوز كونه شاعراً شعبياً أو فنانا محليا أو مذيعا للنشرة الجوية في قناة جيبوتي الثانية، إلا أنه يرسم حول نفسه هالة من السرية والخصوصية تحفظ له الأبهة والتفرد .
وقس على ذلك من باب أولى الرؤساء والوزراء والأمراء والشيوخ ومشاهير الفن وفتيان وفتيات الشاشات والمجلات الأحياء منهم والأموات .
وهذا السلوك النخبوي إرث تناقلته الأجيال ، جيل بعد جيل ، وللقاء حلاوته .
فبدأ أولا من ضرورة انشغال الرئيس ( الحاكم والملك والخليفة والوالي ) بمشاغل الحكم وسياسة الرعية عن الظهور المتكرر للناس والاختلاط بهم ، وهذا انشغال مبرر .
ثم تلاه بعد ذلك كل أنواع التشبه بالرئيس ممن هم دونه ، ومن ذلك التشبه به في قلة ظهوره بين عامة الناس ، حتى أصبحت لازمة لكل شخصية هامة في البلد أو تظن أنها كذلك ، وهو تقليد مفتعل يدعى البرستيج.
ولذا تجد النخبوي يخلع لباس التقوى البرستيجي عند أول محطة سفر يصلها، فتجده في شوارع لندن هائما على وجهه ويأكل في كنتاكي وحيدا وبلا سكرتير وبلا هياط بنفسجي.
ولا أبريء النخبوي في هذه العزلة المصطنعة من خوفه الدائم من المساءلة المفاجئة والعلنية ومن ثم تحمل المسئولية إن كان صاحب منصب مسئول.
أما إن كان من النخبة الناعمة كالشعراء والفنانين والإعلاميين والطبقة البرجوازية فضف على ذلك خشيتهم من أن تهتز صورتهم الجميلة من خلال السقوط في اختبار ميداني عند الاحتكاك غير المرتب له بالناس.
لذا فإن الأذكياء من الشخصيات النخبوية أو كما يفترض بها أن تكون نخبوية هم من كسر العرف واخترق هذا الجدار العازل بينه وبين الناس عن طريق المشاركة الفعلية في مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر ، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما ثم الرئيس الفرنسي ساركوزي ثم شخصيات عامة كل في مجاله ، ومن العرب الشيخ محمد بن راشد المكتوم والملكة رانيا .
وهؤلاء أدركوا أن المفاهيم والأعراف هذه الأيام تتغير بسرعة لا نلحظها لأننا في عمق المرحلة، وعرفوا جيدا أن العالم الرقمي الحديث يعصف بكل تعاليم العصور السابقة ويعيد صياغة الأنساق اللغوية والفكرية والاجتماعية بطريقة خارجة عن التحكم ، وأن من لم يساير هذه العجلة السريعة سيتجاوزه الزمن ويلفظه خارج الحدث .
أما الآخرين فبقوا على برستيجهم النخبوي الذي يفصلهم عن الجماهير، وإن تجرأ أحدهم وخاض عالم الفيسبوك وبقية وسائل التواصل أحضر معه السكرتير ليقوم عنه بكل شيئ، حتى الشيئ الذي من أجله أصبح من النخبة .
يقول مهدي بن سعيد :
إن ما جرحت الحدث يومك يصير أمسك .
الفتيان الذين كانوا يمارسون هواياتهم في زوايا المنزل ويعيشون على هامش العالم أصبحوا الآن المتحكمين الأساسيين في لغة العالم وعواطفه وثوراته وقيمه عن طريق احتكار بنك المعلومات الأول في العالم google ، أو ملتقى البشر الأوسع الفيسبوك وتويتر .
لذا أدعو كل النخبويين المحترمين إلى فهم العصر جيدا والتعامل معه بأدواته وقناعاته الجديدة ، واطمئنوا لن تسيئوا لصوركم البراقة إن تواجدتم في الأماكن الشعبية في الإنترنت وتفاعلتم مع العامة .
12 تعليقات
مرحبابك ياعبدالإله
مررت من هنا مرةً واحده وتعوّدت على المرور دائماً
عبدالله!!! انت قريت تعليقي على منكوس المنازل؟؟
كانك ماقريته اقره
” وإني رأيتُ الضَّرَّ أحسَنَ منظراً ،،، وأهونَ من مرأى صغيرٍ به كبرُ ”
الفيس بوك والتويتر هو من سيظهر نخبوينا من دون مكياج ؟
سَيُعريهم !!
ندنوا من العظمه بقدر ماندنوا من التواضع كما يقول طاغور
أعتقد بأن أغلب نخبوينا يفتقدون للتقاليد .
تحية محب
الحمدلله أني لست من النخبة
حتى لا أضطر أعيّن سكرتيرة ترد على الرسائل
سعيدة بنشاطك من جديد في المدونة
الأفغاني :
أهلا بك ، قمت بالرد عليك عن طريق الإيميل بعد تعليقك الأول على جرة المنكوس هناك والتسجيلات الخاصة ، لكن يبدو أنك كنت تعتلي خيط ذياب حينها ولا توجد شبكة إرسال .
أحتاج لبعض التسجيلات الخاصة التي تملكها ، لديك بريدي في صفحة من أنا أرجو أن تتفضل بإرسال بعضها لأقوم بنشره هنا .
زوربا :
أيها الشيخ المتجدد بالحياة ، ما التقاليد التي يفتقدها النخبويون ؟ أنا أراهم مرضى بها .
مشاعل :
أنت من نخبة النخبة ، الرعيل الأول في مهارة اللغة ورشاقة الفكرة ، وأهمس في أذنك نصيحة : إن كنتِ تريدين لأفكارك الاستمرار في هذا الوضوح وسهولة الطرح كما هي بلا تلميع وتهذيب ونفاق فحافظي على فصل معرفك الإلكتروني عن وجهك الاجتماعي . وهذا ما تقومين به إلى الآن كما أرى .
أنت أذكى مني .
_______
زرتِ قبر هتلر ؟
أكتب لمتعتي الشخصية
و لقائمة من الأمور كلها شخصية لا تحتاج مني إبراز وجهي
كما أن كسلي و مزاجيتي لا تضمنان الاستمرارية المطلوبة لأكون ضمن قائمة الكتاب المرئيين
أيضاً و الأهم لا أريد أن أكون
إطراؤك ضمن لي مكاني بين النخبة
فشكراً كبيرة
P.s
زرته منذ سنوات
:)
إذاً لكلينا أهدافه واحتياجاته .
عني أنا : قبل سنوات كنت قوي الأمل بالفرص والعدل والحق ، لذا كنت أفضل فصل الوجهين ، وجه للكتابة لا تعبث به أيدي المخربين الواقعيين ، وكنت أكثر حرية ، ووجه للواقع أمارس به الدور الطبيعي لرجل عربي مسلم شهم نشمي والنعم .
مؤخراً بت أقترض من وجهي الصادق لوجهي الاضطراري ، وكثرت القروض وها أنا ذا محمل بالديون النفسية ، إذ أصبحت فعلا ثغرة بين ما أريد أن أكونه وبين ما صنعه أو ينتظره مني الآخرون .
صووتك وصل وقمت بالرد شخصياً فلا تزعل نفسك D:
الطاووس :
يا ليت من ينتف ريشك بس .
ولا يستنذل ويصبغك لون واحد ، ويا ليت لون أسود .
أهلين عبدالله..
أنا أتمنى ألا يكون وراء هذه التدوينة مرارة في نفس يعقوب. عموماً أعجبني في تعليق أعلاه ورود كلمة “تعتلي” متبوعة بـ “خيط ذياب”، والموضوع عن النخبوية :)
عاشت النخبوية، من المهد إلى اللحد.
..
النخبويين العرب والخليجيين خصوصاً مصابون بالنرجسبة وداء العظمة
فهم لايطيقون عامة الشعب والبسطاء والغير نخبويين!
والذين يعتبر تواجدهم الآن أكثر في الفيس بوك من النخبويين !
فهل تريدهم أن يوصدوا أبوابهم ومن هنا ويفتحوها من هنا ! لا
أعتقد أن أغلبهم يعتبرها خدشاً في برستيج العظمة والإنتفاخ!
بينما أرى أن الغالبية منهم جهلة ومحدودي المهارة
في ملامسة الكيبورد بعكس مهارتهم في ملامسة الملاعق والكوؤس !
أحترم 1% من النخبة فقط !