متطرفٌ في مغامراته
مسكونٌ بالبحث والريبة
يهبط سفح الوادي المزروع بالشك والترقب
وحدها القناديل تتواطأ معه
يتعثر في كلب
يشتمه بصوت هامس مهتز
يتعثر بأخر، يلتقفه صبي:
– شو بدك؟
– شاي!
يستيقظ العربي في داخل صبي مرعوب
– تفضل، خيمتنا أعلى، بعيدا عن خيمة التوت
يدس سلاحه في الجاكيت ويحسب خطواته مثل لص، يصعد خوفه بحذر ويتسلق الصخرات المتآكلة
صوت جهوري ثابت:
– هلا بالضيف هلا ومية هلا
يحافظ على غموضه كيلا تفصح عنه نبرة / لهجة / كلمة:
– أهلين (كما يستهلكونها في المطاعم وقوارع الطريق)
بتوجس دام عشر دقائق، توجس مشترك، ونظرات تتحاور وتتساءل كثيرا، ارتشف ثمالة الكأسة وقام:
– تصبحون على خير
– ………………….، ………….، تفضل ……….. تكيف؟ ……. من؟
تلاشى في الظلام سريعا، وانزوى في خيمة في الطريق لكنها مبالغة في الانحراف الجيولوجي، بنيت لتكون خيمة التوت ، السراج لا يكشف سوى باحتها الداخلية الضيقة، تبع شهوته فقط ، رائحة الأنثى هناك، نكهة الخطيئة، وملاءات تنضح بالشبق.
عينان مخضبتان بالحب الندي، ثغر تجد رطوبته في روحك، ذراعان يمارسان الحب التأثيري، وخمسة عشر ربيعا وبقايا عطر رخيص .
نيسان الشهوة يا مجرمة!
هل رضعتِ ذلك من ثدي أمك؟
– بشرط أنا المسيطرة
– يعني؟
– أنا فوق
.. ، صوتها المبحوح ينسل كصفارة هرمة، انبسط يا ولدي وسأعد لكما الشاي
ثمة كلمات لا تقال إلا في السر:
تباً لكِ والشاي والعروبة، و خيمة التوت
الرجال في الأعلى، على مرمى صرخة مكيدة، مستفزون بالفطرة، وهو وحده الغريب في بلد في لهجة في طباع في قرية في وادي سحيق في خيمة.
يلم أشلاءه ويمضي.