معرض الدوحة للكتاب أقصد به : معرض الدوحة الدولي الثامن عشر للكتاب .
أولا : هل أنا في حاجة لتبرئة ساحتي الوطنية إن خالفت الشعور العام بالرضا؟
أقول هذا لإنني ألمس هنا وهناك أن هذا الموضوع وأشباهه تأخذ طابعا حساسا يمكن تصنيفه ضمن مفهوم الوطنية، أو الولاء , أو الأمانة والخيانة للوطن، تصور!
إن بلغت عن رصيف مكسور في شارع مهجور فقد ترمى بضعف الوطنية لدى البعض.
هذه مقدمة أصبح الكاتب مضطرا لبيان موقفه حيالها في عصرنا الممتليء بسوء الظن والابتزاز وسبع العلل.
ما علينا ..
أهدتني سابغة أجمل هدية تلقيتها منذ سبعين سنة، لا لا هذه مبالغة فجة، إذن أجمل هدية منذ وقت طويل.
وخصوصية الهدية أمر عسير على الإدراك أحيانا، فهي شيء غامض التوقيت والمناسبة لكن معلوم الأثر، كيف؟
الهدية ليست هبة بمعناها الفقهي ولا كفالة بمعناها القانوني ولا هي بيع ولا صدقة ولا شراء ضمير ولا واجب.
ألم أقل أنها غامضة التوقيت والمناسبة؟
وتوقيتها أيضا غير متوقع، أو هكذا تكون الهدية، كما أنها عادة لا تكون باهظة الثمن، لكن ليست شائعة مستهلكة سهلة المنال.
ما كل هذا الاستطراد؟
فقط لأبين مدى اعترافي بالجميل حيال هدية سابغة: دليل معرض الدوحة للكتاب .
جاءني في وقت لم أكن أعلم أن هناك شيء يدعى دليل كتب، وأفادني أيما إفادة، واختصر علي الكثير من العناء والوقت.
لأيام أخذت أعد لي قائمة بالكتب التي أريد، موزعة بين العلوم والفنون الإنسانية الكثيرة، وأخيرا ذهبت للمعرض واكتشفت مدى سهولة نيل بغيتي ما دمت أحمل ورقاتي الإرشادية: قائمة الكتب التي أريد فقط.
ترددت على المعرض أربع مرات حصلت فيها على نصف قائمتي ونصف جديد آخر فرضته أجواء الكتب هناك.
إذن هل أعجبني المقر الجديد لمعرض الدوحة الدولي للكتاب ؟
أرغب كثيرا بالإجابة بـ لا، لكن هذا غير منطقي، فديكور المبنى الجديد نظيف ويلمع والسجاد الأحمر يمنح الزائر نوعا من الشعور بالأبهة أو الإثارة أو التهور، الخلق أحرار في ردود أفعالهم تجاه الألوان.
كما أن سعة المكان النسبية خلقت بعض السعة في الممرات وحرية الحركة، لكن هل هذه هي الأهداف العظمى لإيجاد مبنى للمعارض؟ لا أدري عن أهداف المسؤولين!
أما أنا فأرى:
1- أن المبنى أقيم على مساحة 15 ألف متر مربع 5 آلاف منها للمواقف والواجهة والجوانب.
وهذه الأرقام صغيرة جدا عندما يكون الحديث عن معرض متعدد المجالات، كتب ومهرجانات وعروض ومعدات ثقيلة، مثلا لو أردنا إقامة معرض للطيران أو اليخوت أو المعدات الثقيلة؟ هل تصلح هذه القاعة الصغيرة نسبيا لاستيعاب هياكل الطائرات والمحركات والسيارات والسفن وو؟.
أما عن مواقف السيارات فحدث ولا حرج، طيلة المرات التي زرت فيها المعرض لم أكن أجد موقفا إلا خارج الرقعة المرصوفة، كنت أتسلق الأرصفة وأصف سيارتي في مساحة من الطين والوحل، وكان يشاركني هذه المساحة الوعرة مئات السيارات، فأين الاستعداد؟
والمزعج في الأمر أن الأرض التي بني عليها المبنى الجديد أرض فضاء لا يحدها شيء من ثلاث جهات، فلماذا الاقتصار على هذه المساحة الصغيرة لإقامة صالة للمعارض؟
مركز اكسبو المطار للمعارض في دبي وهو واحد من عدة مراكز للعرض في نفس المدينة أقيم على مساحة 33 ألف متر مربع، فلماذا نتبجح بأقل من نصف هذه المساحة؟
كما أن المبنى يخلو من كل المرافق والمكاتب الخدمية إلا دورات المياه وكوفي شوب وحيد، فأين مراكز الاتصالات والخدمات المصرفية ومكاتب المواصلات والمطاعم وغير ذلك؟
بما أننا تعبنا وصرفنا المال لبناء صالة عرض فلماذا نخرجها في عملية إجهاض مستعجلة كأنها مبنى تخزين فقط؟
2- بالرغم من ضيق مساحة المركز كما سبق إلا أنها تبقى واسعة ومرهقة بالنسبة للسير على الأقدام، وقد خلت تماما من أي وسيلة تنقل داخلي أما عن طريق عربات النقل أو عن طريق السلالم الكهربائية المنبسطة كما في المطارات ومراكز التسوق، مما جعل الزائر يمل من التجول بعد ساعة أو أقل بناء على استعداده الرياضي.
3- فيما يخص معرض الكتاب – ويدخل في حكمه أي معرض استهلاكي يخرج الزائر منه يحمل السلع والمنتجات التي اشتراها – لم تبتكر أية وسيلة لحمل أو نقل المشتريات، وكان على الزائر أن يجد نفسه فجأة في صالة حمل أثقال ولمدة طويلة.
4- من الواضح خلو المعرض من قوانين أو آليات لمراقبة الأسعار وهذا شيء مزعج ومضيع للوقت.
في النهاية، يجب أن نعترف أن المبنى الجديد والمعرض الثامن عشر للكتاب في المجمل يشكل خطوة للأمام على طريق التقدم، ومع المزيد من النصح وإبداء الآراء والملاحظات سنجد أنفسنا في المقدمة.
1 تعليق
أعتقد أننا تشاركنا في كثير من الأراء وهناك من يشاركنا أيضاً ، ويبقى الأمل موجودً بالأفضل في المستقبل ،لنكن متفائلين ولننتظر :)