التقطير مشروع وطني تنموي مهمش في قطر - مدونة وسوم

ماذا فعل الله بالتقطير؟

التقطير

هل اندثر هذا المشروع الوطني التنموي ( التقطير ) تحت عجلات المعدات الثقيلة؟

قطر بأكملها الآن في ورشة كبرى لإعادة صياغة البنية التحتية، هذا شيء جميل.

ونعلم أن هذه المشاريع العملاقة تتطلب إشراف ومشاركة شركات عالمية كبرى، هذا شيء منطقي وجميل أيضا.

لكن أين ذهب حلمنا بالتقطير ؟ وتلك الشعارات البراقة التي تحدثنا عن  إستراتيجية وطنية لتطوير القوى العاملة القطرية الواعدة من خلال التعليم والتدريب؟

هل بلعته الآلة والمادة ؟ أم أن له من اسمه نصيب؟ فهو تقطير، أي : بالقطارة !

نعي جيدا أن إتاحة الفرصة لأبناء قطر ليساهموا مباشرة في بناء قطر وإدارتها يتطلب توفر عقليات قطرية نظيفة وأيدي قطرية نشيطة، هذا شيء مفروغ منه.

ونعي جيدا أن السبيل الأمثل لخلق مثل هذه الكوادر الوطنية الفاعلة هو البدء بآلية تعليمية تأسيسية، ومؤسسة قطر لتنمية المجتمع قامت بهذا الدور على أكمل وجه، أو لا زالت تقوم به، لكن لن نجني ثمار هذه العملية الاستراتيجية إلا بعد سنين.

لكن أين دور سياسة التدريب والتطوير؟

التعليم عموما يكون لصغار السن، فكيف يتم تأهيل الكبار للقيادة؟ خصوصا إن كانوا من ذوي القدرات الفعالة والاستعداد التام للمشاركة الإيجابية؟ إنه فقط بالتدريب والتطوير.

وكثيرا ما نسمع شكاوي الموظفين من عدم إتاحة الفرص لهم من تطوير قدراتهم الإدارية والتنفيذية.

بل الأسوأ من ذلك هو اختيار الأشخاص غير الملائمين من غير القطريين لتحقيق هذا الهاجس الوطني.

وذلك أن بعض الشركات والمؤسسات تحيل مستقبل الموظف القطري بأكمله إلى مسئول غير قطري، فهو من يرشحه للدورات ويبحث له عن الأفضل وهو أيضا من سيقيمه ويمنحه ما يستحق من صلاحيات أو محفزات.

فكيف يعقل أن ينصح شخص لا ينتمي للوطن في تطوير أبناء الوطن وسياساته الداخلية بعيدة المدى؟

إضافة إلى علم هذا المسؤول غير القطري أن هذا الموظف الذي ستتاح له فرص التطوير سيهدد موقعه الوظيفي فيما بعد.
سلموا هذه المهمة إلى أصحابها، وسترون الفرق .

لا أدري من هي الجهة المعنية، ولكن لو كنت صاحب قرار، لكونت جهازا مستقلا خاصا بتنفيذ ومتابعة سياسة التقطير ، حيث يوزع أفراد من هذا الجهاز على مؤسسات ودوائر الدولة، يرفعون تقارير وإحصائيات مباشرة إلى مسئولي الجهاز، ويأخذ الجهاز على عاتقه مهمة تطوير القطريين الأكفاء وتدريبهم بناء على متطلبات العمل.

د. عبدالله السالم
د. عبدالله السالم
شاعر ناقد مدون من قطر

3 تعليقات

  1. يقول عبدالرحمن:

    صح لسانك

    انا شخصيا أتسائل عن عدم وجود متابعة حيوية للتقطير خصوصا وأنا اعاني مما يعانيه الشباب الخريج
    فوزارة العمل تقوم بجهدها ولكن نظام تقارير التقطير السنوية لا ينفع ولن ينفع
    لما لا توجد هيئة خاصة تقوم باستقبال ودراسة شكاوى القطريين الذين يتم نبذهم حيث تكون هناك مسؤوليات قانونية ترهب الشركات “المنافقة”

  2. دانة الملا :
    أعرف جهة حكومية مثل ما ذكرتي تماما .
    الأمل معلق بإدارة العمل .

  3. يقول دانة الملا:

    موضوع رائع اشكرك اخوي على طرحه واسمحلي على تعليقي المتاخر عليه لكن شد انتباهي وضع الموارد البشريه في احدى المؤسسات الكبرى القطرية واللتي تحمل اسم قطر بأن مديرها قطري واغلب موظفينه من الجاليات العربية فمن يحدد الوظيفة من الجالية ومن يضع شروط عقد العمل من الجالية ومن يضع عرض الراتب من الجالية العربية بصراحه انشل عقلي عن التفكير والطامة الكبرى ان مدير الموارد يدعم هذه الفئة بكل ما اوتي من نفوذ وقوه معقوله كل الدفعات اللي تخرجت من الجامعه مافيها قطري او قطرية كفؤ يمسك هالوظائف
    واعجبي

اترك لي أثرك