انتشرت هذه الأيام ظاهرة مليغة (1) ظاهرة اهتمام الشعراء الشعبيين بصورهم الفوتوغرافية أكثر من الاهتمام بالشعر نفسه.
فتجد الشاعر يرسل للمطبوعة ألبوم صور يحتوي على صورته وهو أمام البحر وهو يقطف وردة وهو غائب بنظرة أخاذة للبعيد، وهكذا .
ولا ينشر صورته وهو ” يساقط(2) ” في الشارع على سائق الباص، أو يغلق النافذة في وجه بائع الجرائد بدون نقود، أو هو متربع بسروال وفانيلة في الصالة ويمغط المكبوس دون أن يلوي على شيء.
حتى صورة الشاعر ساهمت في تزويره، وعندما قالوا أن صورة واحدة تغني عن ألف كلمة كانوا يقصدون تلك الصورة التي تعكس الواقع كما هو، صورة ساحة الحرب، بؤس الشارع، رائحة المدينة المكتظة، إلخ.
صورة الشاعر الآن صارت تغشنا، تسوّق الشاعر بطريقة رخيصة لا تمت إلى الأدب بصلة، وأصبح الشعراء يتنافسون على استوديوهات التصوير التي تظهر وجوههم أكثر صفاء وعيونهم أكثر سحرا، ومن هنا أعزي الشاعرات في مصيبتهن.
قيل أن أحد الشعراء الثقال اشترط على المطبوعة أن تظهر له بجانب قصيدته صورة فلاش متحركة تخرج من وسط الصفحة وهو يمتطي حصانه ويحمل طيره، وقيل أن المطبوعة اضطرت لتوزيع جهاز كمبيوتر محمول مع كل نسخة من العدد لتفي بوعدها للشاعر.
لا شك أن الصورة ابتكار من ابتكارات هذا العصر المتطور، وأداة تقريبية لقراءة ما خفي من ملامح الأشخاص، الكتاب، الشعراء، لكن الإغراق في بث هذه الصور كما نراه اليوم من شعراء المجلات الشعبية أمر يثير الريبة.
وفي الإنترنت، في منتديات الشعر الأمر أكثر ريبة، تجد الكاتب يضع بجانب اسمه صورة له وهو في أقصى هندامه الذكوري، وفي الأسفل حيث التوقيع يضع صورته وهو في أقصى هندامه الـ .. إلخ.
وربما ستفاجئك صورته في منتصف القصيدة وهو في الصحراء يسامر النجوم أو يداعب الطيور، ومن هنا نجد أن الشاعر لا يثق كثيرا بما يقدمه من طرح قدر ما يثق بما يقدمه من شكل، وعلى الشعر السلام.
قراءتي أن عصرنا المتسارع لا وقت لديه في التعمق في المضمون، لذا تجد طغيان المادية في كل شيء، ومنها الفن والأدب خصوصا، وإلا ما السر في انتشار طربيات الفيديو كليب؟
لم يعد المتلقي يجد الاستعداد في تتبع المعاني البعيدة في الفن المعروض، يريد شيئا سريعا يفهمه بحسه المادي القريب وهو ” متفلطح ” على الكنب ويقرمش في كيس شيبس.
لذا يعجب بالكليبات الحارة والجديدة، ويعجب بالشاعر صاحب الأداء المختلف والذي يحرك يديه كثيرا أو يموسق صوته بطريقة غريبة حتى لو كان يقرأ على مسامعه قصاصة من تقرير الشرطة.
وعلى الشعر السلام .
=================
(1) الملاغة الحمق والفحش
(2) ساقط يساقط مساقطة ، أي: ينقز في وجهك بدون إشارة ولا بطيخ، معجم المخالفات المرورية.
3 تعليقات
ههههههههههههههههههههههههههههههه
بالله بسألك شفت صورة ناصر الفراعنة في منتدى مطلع الشمس قبل لا يطلع في شاعر المليون ويناقز خخخخخخخخخخ صدقني في فرق بين الصورتين
وبعدين تعال أنت وين صورك ( أفا لهالدرجة شين وأنا ما أدري ) يا لهوووووووووووووووووي لو أنت من هذيل اللي يستغلون الفتوشوب في تحسين تضاريس وجهك وياااااااااااااااااااااا خرابي لو أنت من اللي يرزون ويههم في كل موضوع وكل مقال
ترا بجد أزعل منك لا تسويها
إلا العبيط أهوه بدون قصدي : )
بالنسبه كلمة ملاغه قرأت في احد المنتديات بأنها كلمه أعجميه تعني (( ماصخ )) لوول
ولكن مدمت قد ذكرتها باللغه العربيه الفصحى سأخزن هذا المعنى في ذاكرتي للمستقبل
اما كون الشاعر يهتم بصورته فهذا اعتبره حب ظهور ..
والشاعر او الشاعره من زود الثقه يبون يكملون نواقص القصيده بالصوره ..
عاد مشكله اذا شين وقوي عين ويحط صورته على القصيده والصوره السلام ..
او اتوقع يبي يمشي بمكان عام والكل يأشر عليه ( العبيط أهوه ) قصدي شوف الشاعر الفلاني :)
رحم الله زمن القصائد التي ابرزت اسماء شعرائها ..