تنويهات عن التراث العقدي:
الأول: الحديث عن التراث العقدي، يخصُّ فقط التراث العقدي عند المسلمين- أهل السّنة والجماعة.
الثاني: هذا مجرد رأي أو ملاحظة شخصيّة، من خلال استقرائي لكتب التراث العقدي، ومناهجها ونقاشاتها، وبالتالي فأنا أرحّب بالمداخلات والآراء المخالفة، التي قد تساهم في تنقية رأسي، والرؤوس المشاركة : )
من خلال قراءاتي في كتب التراث العقدي، أي كتب العقيدة، أو كتب السنة، أو كتب الأصول -تختلف الأسماء والمُسمّى واحد- وجدتُ أن العقيدة -وهي ما يعتقدها المسلم في قلبه فيما يخصّ ربه ودينه- مرّت بمراحل عديدة، يمكن اختصارها في أربع:
المرحلة الأولى: مرحلة النبوة، ويدخل فيها مرحلة الخلافة الرّاشدة الأولى قبل الفتن، أي حتى 35هـ.
وفي هذه المرحلة، كان الوحي ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى أحاديث النبي الشّريفة، وكانت في معظمها تتعرض لأبواب العقيدة، من إيمان بالله، وملائكته، وكتبه.. إلخ، وبالتحديد كانت هذه النصوص تذكر صفات الله تعالى، وأسمائه، وبعض مسائل القدر، والقرآن وغيرها، فلم يسأل أحدٌ من الصحابة النبيَ صلى الله عليه وسلم عن معنى شيء من ذلك، مثل سؤالهم عن أمر الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والجهاد، والزواج، والطلاق، والبيع.
المرحلة الثانية: مرحلة ما بعد فتنة الصحابة، قرابة (37هـ – 80هـ).
وفي هذه المرحلة، ظهر لنا الخوارج والمرجئة والشيعة.
المرحلة الثالثة: عصر التابعين حتى فتنة خلق القرآن، قرابة (80هـ – 240هـ).
وفي هذه المرحلة، ظهرت القدريّة، والجبريّة، والمعتزلة، والجهمية وغيرهم.
المرحلة الرابعة: عصر التأليف في باب العقيدة، (240هـ – ..).
وهي مرحلة بداية التراث العقدي المكتوب، والتقعيد والتأصيل فيه، والردّ على المخالفين.
تقريبًا هذه هي مراحل تطور التراث العقدي، أو بالأصح تأصيله.
ما يزعجني كثيرًا، هو اعتماد كثير من العلماء والمؤلفين على حساسية أمر العقيدة، لكونها أهم أحكام الدين الأولى، بل هي لبنات الأساس فيه، واستعمالهم لهذه الميزة في التّعصب للرأي، ونبذ المخالف، ووصفه بأقذع الأوصاف (ضال، مبتدع، هالك)، واستخدام مقولة: إن هذا معتقد المسلمين، لا يقبل الاختلاف والتنوع، فمن زلَّ، أو خالف، أو اجتهد فهو مبتدعٌ ضال.
كما أنهم يتعصبون لآرائهم التي بُنيت أساسًا لا على أدلة قطعية، لا في ثبوتها، ولا في دلالتها، وإنما جلّ ما في الأمر، هو استصحاب المعنى اللغوي أو الفقهي في نص عام، أو بالاستنباط الخالص.
وحديثي هنا ليس عن أصول العقيدة، كتلك الأمور التي لا تقبل التأويل أو الاجتهاد فعلًا، وإنما عن بعض الأمور التي أُلحقت أخيرًا بأصول العقيدة، ومع كثرة ترداد هذه المقولة، استقرت في أذهان الناس أنها فعلًا من الأصول الثابتة بالأدلة القطعيّة.
مثال ذلك:
- استقر في اصطلاح المؤلفين، في شأن المعتقد أن للتوحيد ثلاثة أقسام:
توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وأخذ أهل الطّائفة الواحدة أو المذهب العقدي الواحد تكرار هذا التقسيم، حتى أصبح من الأمور التي يتلقّاها الناس بالتسليم بفعل التراكم، ولذا حين حاول بعض العلماء إدخال قسمٍ رابع، وهو توحيد الحاكمية، شنّوا عليه أشرس الغارات، ووصموه بأبشع الأوصاف، وكأنه زاد على كلام الله تعالى.
لكنّا حين ننعم النظر، نجد أن هذه الأقسام ما هي إلا اجتهادات بشرية، متفرّعة عن تصور المسألة، ولذا فإن الحكم يتبع هذا التصور.
- توحيد الأسماء والصفات، ستجد أنه مكتظٌّ بالآراء الاجتهادية في صفات الله تعالى، يختلف فيها الكثير من أهل القبلة، بين مثبتٍ، ومفوّضٍ، ومؤوّل وغير ذلك.
- في الحديث عن القدر، ستجد العديد من الآراء الخلافيّة، حول بعض المسائل الجانبيّة المتعلقة بالمسألة الأم :القدر.
- في الحديث عن عالم البرزخ، والروح، والغيبيات الأخرى كالجنة، والنار، والمحشر، ستجد أيضًا العديد من الخلافيات بين أهل القبلة، وكلها اجتهادات لا تقوم على دليلٍ قطعي، ولا يندرج تحت مسائلها عمل، بل مسائل نظرية فقط، ولا يستفيد المسلم من معرفتها ولا يُضَر بجهلها.
ومع ذلك، تُضم لكتب العقيدة، ويُلزم الناس بها ويُمتحنون فيها، وتجد أهل السنة مثلًا يضللون الأشاعرة في مسائل، أو المفوضة، أو بعض العلماء الذين لم يكن لهم منهج ثابت في تلك المسائل، كالنووي، وابن حجر، وابن الجوزي، والبيهقي، وابن حزم، والكثير الكثير من العلماء.
فيما المنهج الحق في العقيدة -حسب رأيي- هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فهم لم يكونوا يسألوه، وهو لم يكن يمتحنهم، وكان الأجدر بالعلماء الثبات على هذا المنهج على طول الخط، وعدم منازلة أهل الكلام والفلسفة في التخبط بلا هدى في صفات الله تعالى، أو في غير ذلك من مسائل العقيدة.
فكل مسلم له حرية تصور ربه والإيمان بذلك، وعلى من يمتحنه أن يُعاقب، فإذا وُجد من يتكلم عن هذه التفاصيل الغائرة في العقيدة، فإن واجب العلماء أن يحذّروا من طريقته، لا التّنزل معه في وحل الكلام، والاحتمالات، والتجديف في أمور الغيب، ومن ثمّ الإنكار على من خالف تفريعاتهم العقلية، القابلة للأخذ والرد.
3 تعليقات
انا من حملة رآية لآ اله ألا الللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله مممممممممممممحححححححححححححححححممممممممممممممددددددددددددددددداااااااااا رسوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول الللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللله وكلمة الله هي العليا وكلمة اصحاب الجبت والطاغوت هي السفلي لا مع هؤ لاء ولا مع هؤلاء /الموحدون لله ورسوله ومن “آمن بلله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم ألآخر وبالقدر خيره وشره ففي رحمة الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون لنترك اللغو عنا ونعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ونتعوذ من الشيطان الرجيم ليس له الا ان يوسوس في الصدور والانفس الضعيفه لنعمر مساجد الله و صدورنا بكتاب الله القرآن العظيم الكريم ونحافظ علي الفرائض وتزكية النفس والروح والجسد بكلمة الحق والصدق لتعلو في سماء الحق وندحر الشيطان الرجيم من عقولنا وانفسنا ونتصدق بالعمل الصالح ونزكي به ونبعد انفسنا عن النميمه والحقد والحسد والرياء والنفاق لنسمو بمستقبل افضل وعقول نيره تسمو بروح الفضيله والكرم محافظه علي عاداتها وتقاليدها المتعارف عليها لا ابتذال ولا تشتيت في عباد الله المؤمنين.اجعلوا اقلامكم للخير وتسعد النفوس واجعلوا الضمائر الحيه شعاركم ورحمه قلوبكم مصباح ونور للغد لللأطفال والركع السجود لتعلو بنا كلمة الله محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا يغرنكم
بلله الغرور يا اخي عبدالله السالم.
أهلا ندى وعيدك مبارك .
هو فعلا موضوع متخصص ، لكني حاولت طرحه بلغة متوسطة بين المتخصصة والسطحية ليفهمني غير المختصين ، ولا يبخس حقي أصحاب الاختصاص .
وهو كما من العنوان والمسائل المبينة له موضوع عقدي لا علاقة له بالعرف والتقاليد ، بالعكس قد تكون الأعراف والتقاليد هنا محل نزاع يقتتل فيه المختلفون وأنا منهم ، فالأعراف والتقاليد تلحق عادات الناس وما تواضعوا عليه في شئون حياتهم ، أما في مسائل الدين والعقيدة منها فيتحول الموضوع هنا إلى تقليد أعمى لا عرف ، تقليد بمعناه الشرعي أي المضاد للاجتهاد ، لا بمعناه اللغوي الذي يعني الاصطلاح العملي بين الأكثرية ، وبالتالي يتحول الأمر إلى بابوية مقيتة يدلي فيها نخبة من العلماء أو المفكرين بتصورهم لمسألة محددة ثم يتبعهم البقية في تقليد سلبي ، ومع تراكم الأجيال يصبح هذا التصور الاجتهادي جزءا أصيلا من الدين وهو ليس كذلك .
أما عن حديثك عن الله فأعجبني .
قلت في مقالتي : ” فكل مسلم له حرية تصور ربه والإيمان بذلك” وهذا لب الموضوع ، ولو رجعنا إلى الخلافات العقيدة الكبيرة وجدناها في الأغلب تخرج من مخرج واحد ، ألا وهو إرادة تنزيه الله عن العيوب والنقائص ، ولكن التعبير عن هذا التنزيه يختلف من شخص إلى شخص ، تصوري : الجهمية الذين نفوا صفات الله وأسماءه أرادوا تنزيه الله عن مشابهة بالخلق ، والمجسمة الذين شبهوا الله بالخلق في مفهوم صفاته وأسمائه أرادوا تنزيه الله عن العدمية التي يرمون بها الجهمية ، وكذا بقية الفرق . ثم يأخذون على بعضهم أنهم ضالين مارقين من الدين وو .
لماذا نتعمق في التفاصيل الغائرة في التفسير والتعليل والتوضيح ، وحين نفعل وينكشف أن لكل شخص تصور خاص عن خالقه نقوم وننكر عليه ونتهمه في دينه ؟
أبي رجل متدين وأمي وبدوي ( أبي وأمي وش السالفة ، طيب أختصرها عليك : أبوي الله يحفظه شيبة أمي يعني ما يقرأ ولا يكتب ) ، بمعنى أنه في عقيدته يشابه عقيدة عجائز نيسابور التي عاد لها أستاذ المتكلمين أبو المعالي الجويني قبيل وفاته وأشهد الناس أنه يموت على عقيدة عجائز نيسابور بعد أن قضى عمره كله في البحث والنقاش والردود والمحاججة .
أبي أحيانا لما يستشهد بحديث قدسي ، يقول مثلا : يقول الله : ” يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ” ثم يتحمس كثيرا ويبدأ يلحق ما يعتقده في تحريم الظلم وكأنه من كلام الله تعالى يا عبادي لا تظالموا ، مهوب كل واحد يتوطى في بطن اخيه المسلم علشانه أقوى منه .. إلخ .
البعض يستهجن هذا التحدث على لسان الذات الإلهية ، وحتى عبارة لسان الذات الإلهية سنجد من يعترض عليها هي الأخرى ، وهكذا .
فيما الأمر متروك للمسلم ليعتقد في ربه كيف يشاء ما دام أنه ينطلق من منطلق التنزيه والأدب والإجلال .
تحياتي لك .
عيدك مبارك عبدالله السالم وجميع المسلمين(تنقية رأسي والرؤوس المشاركة)هذا على أساس أننا في عيد ولحمة وخرفان مثلا……دعابة ومزحة
بصراحة الموضوع دسم بل كامل الدسم ويمكن أنا ماأقدر أعلق إلا ببعض الكلمات وهي:
أنا مسلمة موحدة أتبع كتاب ربي وستة نبيي صلى الله عليه وسلم وأتبع الوسطية كمنهاج لحياتي وآخذ بالعرف والتقاليد متى ماوافقا ديني وليس العكس وأستغرب من يفرق بين السلف والسنة كما يحدث الآن في بعض الدول فالسلف هم من جاءوا بعد خير البشر ومن كان في قرنه واهتدوا بهديه عليه الصلاة والسلام،وفي التوحيد أقول أنا عرفت ربي بعظمته ولطفه وعدله وقوته وعزته وأحاول جاهدةفي التقرب إليه بشرعه ليقيني بالبعث والنشور وأن المقر والمستقر في جنات عدن لذا أهرب من أي شيء قد يلبس علي فكري فلا أغلى من الدين……….
أ