أتوجسُ ممَ ؟
وهذي الغرائب تفضحني
حينما أتلبس صوفيتي ،
أقصد سوق المدينة ،
أفرش في باحة السوق وجهي
وأهذي وأهذي ..
يرجمني صبية الحيّ ،
يبصقني العابرون ،
تدوس العجائز أرغفتي ،
– خالتي خالتي : الدرب لا يسعُ اثنين
– الضيق في القبر يا ولدي
– خالتي خالتي : فالقبر لا يسع اثنين
– عمتَ زفتاً أيا ولدي
أتوجسُ ممَ ؟
وذي أنتِ في عهر سوق المدينة
تسّاقطين على مهلٍ رطباً مرمرياً
وحزنا عتيقا أبوء به
وضياعا إلى أجل لا يسمّى
أتوجسُ ممَ ؟
دعيهم إذن يستبيحون عورة حزني
أأنبيك شيئا ؟
أنا لا أبالي بهم
آلهة الحزن كانت تناول أطفالها لُعبَ الحزن عاريةً
تتكشف مثلي
أتوجس ممَ ؟
بربكِ ماذا تظنين أني هنا أتوجس ممَ ؟
قولي بربكْ
لأدفن شما ؟
على ذكر شما،
أحبك !
أتوجس ممَ ؟
أتوجس ألاّ تداعبني اللغة الفارهة
فأجتاز نصف المسافة نحوك عارٍ
كما تصنع الآلهة
أتوجس ألا أمنّيك بالحب يوما
وأنسى حساسية الحب،
حدة طبعكِ
إن ذُكرتْ في الغيابات شما
تغارين منكِ ؟
أحبكِ جما .
فجر 29 / 05 / 2003 طبربور