عدنا نهاية أغسطس إلى الوطن، بعد شهر ثقيل في بريطانيا .
للرحلة تفاصيل لا تعنيكم، فهي لها الطابع الرسمي ونحن هنا ندردش بطريقة شخصية.
الأكيد أني أكتشفت ضحالة التربية عند شبابنا، وأقصد بالتربية: الاستقلالية، الاعتماد على النفس، احترام الغير، الشعور بالمسئولية، الجدية، الثقافة.
بل على العكس تنتشر فيهم الصفات المعاكسة تماما، ليس عن لؤم وخبث وقصد، بل لأنها لم تزرع فيهم منذ البداية والآن واجهوا مواطن الحاجة إليها لأول مرة في حياتهم.
إنهم كائنات من فصيلة الثدييات آكلات التشيبس والكتكات، وهذا هو همهم الأكبر في الحياة.
هذا الجيل الكسول المترهل جسديا وعقليا يحتاج إلى عشرات الدورات التربوية والتأهيلية للتعامل مع أساسيات الحياة خارج المنزل بطرق مقبولة، لن أقول إيجابية الآن، مقبولة وكفى.
كنت قد وعدت نفسي بالتجول في بعض مكتبات لندن الشهيرة، والتفرغ ولو يومين لشؤوني الخاصة، لكني لم أستطع أبدا،
فخوفي الدائم أن يورطنا هؤلاء المراهقون في أمر أكبر منا منعني من الشعور بالراحة خارج المعسكر أو بعيدا عنه.
خصوصا بعد خبر مقتل محمد الماجد رحمه الله من قبل عصابة من شباب الشوارع في بريطانيا، وهو شاب قطري مشارك في رحلة شبابية مثلنا.
في بداية الأيام توهمت أني سأكتب الكثير من التدوينات حول ما أعيشه هناك من اختلاف في الثقافة والطبيعة والعادات والعقليات، كنت أود الحديث عن :
- احترام القانون في أوروبا، أسبابه العميقة، وشخصية العربي وأسباب خروجه عن القانون.
- لذة الأسرار، وغياب هذه اللذة عن الغرب.
- الأخلاق، مع التعرض لما تناوله نيتشه عنها.
- قصة الهوملس الذي أخذته للمسجد ليسلم.
وأشياء أخرى .
لكني أكتشفت أنه لم يخلق لرجل من قلبين، وأنا أتيت هنا لمهمة يجب أن أكملها على أحسن وجه، وأرهقتني كثيرا، لدرجة لو عرضوا علي أن أعيدها كما هي وبظروفها ما فعلت حتى لو دفعوا لي مليون ، مليونين يمكن : )
بالمناسبة ذكر الأدباء أنه جيء معاوية برجل متهم بضرب أمه، فسأله معاوية: أضربتها؟ قال : يا أمير المؤمنين هذه أمي، كيف أضربها؟ والله لو أعطوني ألف درهم ما ضربتها، فالتفت معاوية إلى جلسائه وقال : قاتله الله أترونه لو أعطي ألفين لضربها؟
ما علينا ..
استفدت كثيرا من هذه التجربة استفادة ذاتية، رهان مع النفس وإكمال الواجب تحت الظروف المتغيرة، ومعرفة تامة لثغرات التنظيم لمثل هذه الرحلات، وأشياء كثيرة تخص هذه البرامج الشبابية والبرامج الثقافية للطفل الكبير، والمرحلة العمرية الحرجة هذه.
لكن ضريبتها أني لم أكن مرتاحا للحظة واحدة طيلة أيام الرحلة، لدرجة زادت الشعرات البيض في غضون شهر.
ورحمني الله بزاد من الكتب التهمت بعضها في أوقات الفراغ أو ما قبل النوم.
منها :
الوله التركي : انطونيو غالا
ذكريات عاهراتي الحزينات : غابريل غارسيا ماركيز
جبل الروح : غاو كسينجيان
جنوب الحدود غرب الشمس : هاروكي موراكامي
يوميات سراب عفان : جبرا إبراهيم جبرا
قوي كالموت : غي دي موباسان
ربما أكتب عن بعض هذه الكتب في تدوينات لاحقة.
وصورت العديد من الصور
وصمت أول أيام رمضان هنا في الدوحة، وكل عام وأنتم بخير.
22 تعليقات
امممممممممممممممممممممممممممممممممم مليار الحمدلله على السلامة
والشيب يا زينه عليك ( مآكل منك حتة يا وااااااااااااد )
تدري سالفة الوله التركي هاي مجننتني ( زرت تركيا مرة وحدة من كم سنة و عشقتها و السنة بزورها باذن الله في الصيف و الهوى تركي )
بالنسبة لي أعشق في السفر شي واحد أنك تقدر تكون بروحك في جو ثاني وتجارب جديدة و ناس غير و أحاسيس غير
عوووووووووووبد تخاويني صوب طبر بور ( اللي مجنناني من يومها ) أدري بك تحبها بشكل مختلف
أهلا لينا وأنت بخير .
متابعة : كل خير .
أينك؟ من 2 سبتمبر
ماكتبت ؟!
عسى المانع خير
ops
كل عام وانت بخير
كل عام وانت بخير: )
أهلا يا تموز الجميل ..
حققت البعض والبعض حققني .
الحمد لله على السلامة وكل عام وأنت بخير
وأتمنى أن تكون قد حققت فعلا ما تريد من هذه الرحلة
تحياتي
جاسم :
خلاص ما قمت بواجبي
انبسط يا عم .
أهلا يا فهد ..
الله يسلمك : )
ها أنت هنا تنشرين ( العطر ) يا أمل ..
انتبهي لأنفي ، إنه شرير أحيانا ، شرير دون أن يقصد بالطبع .
ندمت أني لم أعرفك أثناء وجودي هناك ، كنت سأتخذك مرشدا كتبيا ، أو على الأقل سـ ” أكشخ ” بك أمام العراقي البخيل ليفعل أفضل ما لديه لنا .
عن سوء الترجمة أو حتى الطباعة ، كان كتاب جبل الروح أسوأ ترجمة وطباعة ، وفوق ذلك أظن المترجم والطابع معا أغبياء جدا ، فهم يجمعون كثيرا بين بعض الصفات المتناقضة أو الغريبة لموصوف واحد بلا معنى ، مثل : كان النهر الغيور ! ، أو لعينيها بريق الفستق : )
أظن المترجم من شلة قصيدة النثر المعاقين .
كما كان الراوي يراوح كثيرا بين ضمير المتكلم والغائب والمخاطب عن شخص واحد ، ولم أجد تقنية مبررة لهذا الانتقال المزعج .
فعلا كان العطر من ضمنها يا ” جنية ” ، وقد حذرتك من أنفي : )
أهلا بك أمل ومبارك عليك الشهر أيضا .
الحمدلله على السلامة ياريّس
وأخيرا تنفست الصعداء ؟
عموما ارتاح الآن ونام تمام : )
وننتظر أحداث رحلتك برؤيتك ..
ومبارك عليك الشهر
حمداً لله على سلامتك،
لا أدري إن كنتَ مثلي في الرحلات الطويلة؟
يدركني المرض منها ويصفرّ وجهي – ربما أمر المرور بمعصرة سيئة السمعة أفضل ; )
الحالة الوحيدة التي يكتمل فيها السفر في دائرته، هو انعزالك الكلّي عن الآخرين في أماكنك المفضلة،
والحديث مع أيّ غريب لكأنه الصديق الأقرب،
وبشأن الكتب، من أية مكتبة في بريطانيا ؟
أحرص على شراء كتبي من مكتبة الساقي في لندن – Westbourne Grove
مكتبة فوضوية، ويحرسها بائع عراقي بخيل – أعطاني كتاب هدية بعد التلميحات – لكنه طيب ولحوح جداً في إقناعك باختيار هذا الكتاب وما عداه :p
لمحت في صورة الكتب، رواية العطر لباتريك زوسكيند صحيح ؟
ذاكرة غانياتي الحزينات قرأتها بترجمة صالح علماني – نسخة المدى | لا تثق بدار ورد – مجرمون بربطة عنق أنيقة ويفتخرون بذلك في بيع الروايات العالمية تحت ترجمة سيئة | ربما إصدارات ميلان كونديرا كالخلود والجهل فقط
بالنسبة لجبل الروح، فلقد قرأت هذا الكتاب مثل ثلاثين ورقة مالحة بالتراب في فم واحد، وكانت لاذعة وعسيرة في الهضم وإن شربت معها كؤوس العالم من البرتقال والعصائر الحامضة . .
ممممم جئت أرحّب بك، فوجدتني أثرثر في تفاصيل زائدة، مثل قصاصات الزينة التي ينبغي قصها قبل الاحتفال،
أهلاً في الدوحة – عبدالله . . (f)
قريت كل هالكتب وتقول قمت بواجبج وانك تعبت
أثاريك تعبان من القراية !!
على العموم الحمدلله على السلامة
وتقبل الله صيامك
متابعة :
وهل وجدتيني ؟ : )
وأنت طيبة
جريان البطنة :
علينا وعليك .
وحدة :
رفع الله معنوياتك ، فكرت أن أصبغها لكني سأتركها الآن .
هل قلتِ الوله التركي ؟
أيتها القاتلة !
الحمد لله ع السلامه….
تخيلتك مدرس مع صف (الروضه)
بجــد /وحشتني حروفك
رغم اني كنت مسافره /لكن من دخلت النت كنت اتصفح
علني أجدك
وكل سنه وانت طيب
الحمدالله على السلامه
زين طلعت من الرحله بنتيجه جيدة
ننتظرحديثك عن ما ذكرته
ومبارك عليك الشهر وتقبل الله طاعتك
الحمدلله على السلامة ..
يعني ازددتَ وقارا كما تنبّأت لك ( أحاول تخفيف أمر الشيب عليك ) جيد في ذلك كل الخير ترا.
أنتظر حديثك عن ندمائك من الكتب، خصوصا الوله التركي و جنوب الحدود غرب الشمس.
و شهرك مبارك