أوكل إليّ الإشراف على برنامج الرحلة الشبابية التي تنطلق من الدوحة إلى المملكة المتحدة لمدة شهر.
20 شاب قطري من عمر 14 إلى 17 من قبائل مختلفة وثقافات مختلفة وتربية مختلفة في صعيد واحد وفي باص واحد وسكن واحد والمسئول عنهم مشرف واحد.
هذا هو اليوم الثالث لنا..
لن أسترسل في أهداف البرنامج التربوي التعليمي ولن أذكر تفاصيل البرنامج، لأن ثمة جهات ومواقع إعلامية وتربوية وفكرية تناولت هذا بالتفصيل.
وأنا هنا أتحدث بشكل شخصي جدا، لذا لن أسمح لأي أحد أن يسائلني بناء على ما كتبته هنا عن ما كتبته هنا، نحن في الأرض وفي الشرق تحديدا، لذا تحملوا هذه الازدواجية في القراءة والرؤية والتصريحات.
الشباب مستمتعون إلى حد ما بهذه الرحلة حتى الآن، وأقول إلى حد ما لأنه في أية رحلة مشابهة لا بد أن يظهر لك اثنين أو ثلاثة بطلبات مخالفة، ولو كنتم في الفردوس لقالوا لك : أستاذ: هل يمكننا أن نتمشى قليلا في جهنم؟
هي الطبيعة البشرية المتقلبة والباحثة دوما عن الأفضل المنشود.
لكني هنا أمارس شخصية أحببتها مؤخرا، شخصية تعود بي إلى 15 سنة مضت، حين كنت طالبا في المدرسة الإعدادية والثانوية وكنت مرة أناكد الأساتذة ومرة أجاريهم ومرة أخدعهم ومرة أخجل منهم ومرة أحترمهم ومرة أواجههم.
بالإضافة للمنهج التعليمي نخرج في رحلات استكشافية لبعض المزارات هنا، الهايدبارك، إجوار رود، إكسفورد ستريت، والعديد من المزارات الثقافية والحضارية.
سأظل هنا طيلة شهر بصحبة هؤلاء الأطفال، وهي مهمة صعبة للغاية، واكتشفت أنها صعبة إلى هذا الحد منذ اليوم الأول.
هناك شباب محترمون جدا، وآخرون مراهقون جدا، وآخرون أغبياء، وآخرون يحاولون إثبات ذواتهم علينا، وآخرون ملاعين، وآخرون..
لكني هنا ألمس بوضوح سبب اختلاف النظريات التربوية والتثقيفية بناء على اختلاف قناعات ورؤى أصحابها، وإن كان الأكثر يضعون النتائج المحسوسة معيارا لتحقق الهدف التربوي إلا أني أفترض أن هناك أهداف لا يمكن قياسها بمعيار حسي، كيف هذا؟
الرحلة الشبابية مقسمة إلى قسمين: قسم تعليمي لتعلم اللغة الإنجليزية عن طريق الدراسة اليومية في معهد لغوي، وقسم تثقيفي عن طريق الرحلات التثقيفية.
وبين هذا وذاك يتفاوت الطلاب في مستوى الإلتزام والحماس والجدية.
إلا أني أرى أنه مهما كان تفاعل الطالب مع الخطة المرسومة، فسيستفيد ولو بطريق غير مباشر من مجيئه هنا ورؤيته بل ملامسته للفروقات الهامة بين نمط الحياة في قطر والخليج والشرق الأوسط والإسلام وبين نمط الحياة هنا.
الحرية والشارع والقانون والنظام واللامبالاة والروتين والطقس، كلها عوامل متغيرة ومؤثرة على طريقة نظر الشاب للعالم والمجتمع والعائلة وذاته.
اليوم فقط أستطعت أن أتصل بالإنرتنت، بعد أربعة أيام كدت فيها أن أختل، لكني تلاحقت الأمر بعد تجربة اسميتها: أول مرة أحتاج أصدقائي.
ملاحظة متأخرة : عدنا وكتبت معاناتي بعد العودة إلى الوطن ونهاية الأرق.
9 تعليقات
انا هنا وجاهزة لاستضافتكم
عايزين نعرف في المدونه الي جايه ايه الي الشباب استفادوه من هذه الرحله
يامرحبا أنا موجود في فرنسا وتشرف فرنسا ياعبدالله
عبد المنعم :
لندن في الصيف تتعرب ، قابلت الكثير من ” الخلايجة ” لكن لا أدري من هم شبابكم : )
جريان البطنة :
وين اللي بيعزمنا في فرنسا ؟
وحدة :
عن أمر المساءلة ، كنت قد كتبت كلاما كثيرا لكني عدت ومسحته : )
لدينا ثلاثة إلى خمسة مشرفين ، لكني المشرف العام ، ومع ذلك دعاؤك في مكانه الصحيح .
جميل برضه شبابنا هناك في بريطانيا ونفس العدد تقريبا من السعودية
شفتهم هناك والا بعد ما شفتهم
الله يكون في عونك على هالشباب و يستر عليك ورجعك لنا بالسلامه
تمالك أعصابك ولا تتهور .
لا مسائلة، لكن أستغرب وجودك كمشرفواحد على هذا العدد، 20 ..! أربعة وبالكاد تسيطر عليهم. من قلب الله يعطيك العافية ويعينك.
أمنياتي لك بالتوفيق، وبأن تعود بأكبر كمية متبقية من الشعر والأعصاب :D ..