هذا الشاعر الخلاق الذي نسي الشعر فنسيه!
عرفت هذا الشاعر الكاتب الخلوق قبل تسع سنوات في الساحة العربية، كنا ثلة من الأطفال الإلكترونيين نجرب لمراتنا الأولى لذة الاكتشاف التقني والتسكع الخفي والتعامل مع الآخر بكل اختلافات الآخر، بعضنا انزلق في محابيل اللغة وبعضنا أكمل دوره الاجتماعي المزيف وبعضنا انشغل في التجارة الإلكترونية وبعضنا اغتنم الحرية وطالب أن يكون هو، وهكذا ..
ماجد، (القلم الساخر)، سدير، شما الإمارات، الجازية، الظبي، بن محمد، أخ الجميع، مهاجر، نورية، وقائمة طويلة من الأسماء المستعارة التي خرج بعضها على الواقع بشخصية جديدة، أو بالأصح شخصية قديمة .
كان عوض بن حاسوم يفضل القناع ماجد، ربما لاشتراك الاسمين عوض وماجد في نفس الحروف، ومن خلال ماجد عرفه الأكثرية كاتبا شاعرا جميلا، يجمع بين الدعابة والجدية والشعر والثقافة الأدبية.
كان له أدبيات رائعة مع الشاعرة الجازية التي تفاجأنا بها لاحقا أنها لم تكن قد تجاوزت العشرين، ورغم بدائية كتاباتنا حينذاك إلا أنها كانت من النصوص المميزة والسابقة لزمانها وجمهورها.
عدت أبحث في الأرشيف فوجدت رديات كوميدية بيني وبين هذا الماجد، (وحزنت أنهم في الساحة أعادوا تنشيط قلمي الساخر لعضو آخر، حتى القوسين صادروها) وكانت تلك بداياتي الحقيقية في كتابة شعر معتبر، حتى أني اليوم وأنا أقرأ قصائدي ضحكت على كثرة العيوب الشعرية التي أناضل الآن لإصلاحها في الشعر .
وضاع ماجد، على قولة فيروز، وأخذتنا الحياة بعيدا، قبل فترة بحثت عن اسمه فوجدته نائب مدير بلدية العين ، واليوم أعدت البحث فوجدته قد تقلد منصب المدير العام، يستاهل ماجد.
أطل علينا عوض بن حاسوم من شاشة شاعر المليون فجأة، شعرت بعاطفة قوية وأنا أسمع هادي المنصوري يقدمه، حي الله ماجد، هكذا قلت في سري.
ثم بدأ في إلقاء قصيدتين : الأخيرة قصيدة قديمة نشرها في الساحة من أيام غربته في ساندييغو، والأولى قصيدة جديدة تمدح محمد بن زايد، هذه القصيدة الجديدة بالرغم من محافظة عوض على نفسه الماجدي فيها إلا أنه تغير كثيرا، تغير لدرجة كسر الوزن لمرتين أو ثلاث كسرا أليما.
نسي الشعر فنسيه.
لكن حتى لو نسيه الشعر؟ ما الخطب الجلل في الأمر؟ ماجد شخصية محببة، أو على الأقل أحبها.
تهويمات خارج النص داخل الحدث:
الشاعر جابر المطيري والشاعر فالح الدهمان هما أجمل المتسابقين البارحة بدون منافسة.
دعك من الاعتبارات الأخرى، كأراجوزية السميري وجرات الشبرمي.
