تعدد الولاة المسلمين مسألة شائكة في الفقه مضرة في الواقع - مدونة وسوم

تعدد الولاة

تعدد الولاة

عدد الدول العربية قرابة 23 دولة، وعدد الدول العربية والإسلامية قرابة 60 دولة، ولكل دولة حاكم مستقل ودستور مستقل وجيش مستقل، وليسوا تحت قيادة حاكم واحد، وهو ما يسمى في الشريعة الإسلامية بالخليفة أو الوالي أو الحاكم، والحكم الشرعي في تعدد الولاة والحكام المنع عموما، وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : {إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما} مسلم 3/1480.

وقد اجتهد بعض العلماء في مسألة تعدد الولاة فيما لو كان الحاكمان على طرفين متباعدين من الأرض أنه جائز.

ولكن ما الحكم إذا كان الحال كما هو عليه اليوم؟ بلدان متجاورة ومتلاصقة ولها نفس الطابع والديانة والعادات، فيما على كل بلد حاكم مستقل ، وقد يحمل جيشه لمحاربة جاره البلد المسلم!

هل يعقل جواز هذا؟ ولماذا يسكت العلماء عن مسألة تعدد الولاة هذه؟

حسنا من البديهي أن هذه التساؤلات خاصة بالجانب النظري مؤقتا، فلا يأتي من يقول هل تطالب الناس أن يشقوا عصا الطاعة ويخرجوا عن القانون ويثيروا الفوضى ويكفروا بنعمة الأمن والأمان بدعوى منع تعدد الولاة ؟

لأني لست مضطرا لإيضاح الفرق بين الجانب النظري والجانب التطبيقي وما بينهما من أحكام ظرفية.

كما أن الخروج على أمر المسلمين في بلد وتفريق كلمتهم وشئونهم أمر ثابت المنع وبيّن الحرمة.

موضوع تعدد الولاة يشغل بالي منذ زمن، ولم أجد من انبرى له بالتوضيح والتحقيق العلمي الرزين، سوى بعض الاجتهادات المختصرة هنا وهناك.

والمشكلة أن الشعوب العربية والإسلامية وأكثر علمائها أخذوا هذه المسألة تحت وطأة الأمر الواقع وكأنها من المسلمات، أقصد مسألة شرعية تعدد الولاة.

ولكثرة تكريس الأنظمة الحاكمة لمفهوم الوطنية وسيادة الدولة والحدود الإقليمية أصبح كل حزب بما لديهم فرحون.

ليس هذا فحسب، بل أصبح كل حزب لا يرى في العالم إلا الوطن الذي يعيش فيه والحاكم الذي يحكمه وأنه هو خليفة المسلمين الأوحد وبلده هو البلد الإسلامي الأوحد، والأردن أولا، والسعودية أولا وقطر أولا والبحرين خط أحمر!

وهذا أحد أسباب تعملق الحكام في نفوس الشعوب العربية، فهو الحاكم بأمر الله، وهو الحكيم دوما، وهو الذي لا يخطئ ولا يميل ولا يظلم ولا يخون شعبه، وكل ما يقرره هو الحق سواء أدركنا المصلحة من القرار أم لا.

ومن هذا :

يأمر الحاكم بشرب اللبن:

فينبري الفريق “أ” لذكر فوائد اللبن وتاريخه الإسلامي ووروده في النصوص المقدسة وحكمة الوالي ومحبته لشعبه واهتمامه بصحة المواطن ، ويسكت الفريق “ب”.

ينهى الحاكم عن شرب اللبن:

فينبري الفريق “ب” لذكر أسباب المنع ومشروعيته وحكمته ويشكرون الحاكم على هذا القرار الرشيد الذي يحمي المواطن من الأمراض الموجودة في اللبن المغشوش الذي يمرره لنا الأعداء ، ويسكت الفريق “أ”.

فما حكم تعدد الولاة ؟

د. عبدالله السالم
د. عبدالله السالم
شاعر ناقد مدون من قطر

12 تعليقات

  1. يقول عبدالله:

    مصدر الحديث الموثوق ؟
    لك ولأمثالك أحلته لمصدره في الأعلى ، راجعه في مسلم ، ولا أظنك تملك تفسيرا جديدا للحديث ما دمت لا تعرف صحيح مسلم : )
    ممكن أعرف سر الحماس المفاجيء ؟

  2. يقول DBD00B S300DY:

    باللللمناسبة
    هل قرأت تفسير الحديث؟

  3. يقول DBD00B S300DY:

    الاحظ دائما تشكك في شرعك
    هل انت مسلم؟؟
    و الحديث هذا اين مصدره الموثوق
    لا تعليق
    تشاو

  4. يقول عبدالله:

    أمينة :
    لذا رحمنا الله بحديث : ” استفت قلبك ” .
    أهلا بعبق خطواتك .

  5. يقول أمينة عبدالله:

    يفترض أن يكون هناك رأي وتفسير من قبل شيوخنا الأفاضل بس شلووون وحتى شيوخنا صاروا تبع عشان محد يزعل الأغلبية المغلوبة لكل دولة شيوخها من العلماء ومفتيها فمن بيفتيك يا عبدالله :)

  6. يقول سعد الحوشان:

    اختصرت الكثير :)
    هذه الخلاصة وهذا ما يهم.

    سجلني مهتم.

  7. يقول عبدالله:

    أنا أدري يا سعد
    نحن متفقون ، ربما لا نريد أن نعلن هذا التواطؤ على ضعفنا وقلة حيلتنا أمام الناس ، لذا نذهب نبحث لنا عن مخارج محتملة : )

  8. يقول سعد الحوشان:

    صحيح كلامك. التاريخ لن يصنع نفسه. وهذا بديهي، من يصنع التاريخ يصبح جزء منه، وهذا ما سيكون. لم يحتج الناس في السابق بأكثر مما نسمع الآن، ولكن أحداث معينة غيرت مسار الأمور، ولم نسمع باندماج ومطالبات بالاندماج، ليست مطالبات مؤثرة، كانت هناك أمور ثورية لفترة من الزمن حققت التغيير، مثل النكبات التي تحل على عموما المسلمين فيفزع شعب معين منهم ليواجه الأمر، اما الآراء فلن تنقطع، وهي موجودة الآن وفي كل وقت، ولكن ليست هي ما يغير الأمور بالدرجة الأولى برأيي.

    أعتقد أننا جوهرياً متفقين، ولكن لا أدري.
    تشرف الدفتر بعينيك.

  9. يقول عبدالله:

    أسير ومجرد وسعد :
    أهلا بحفيف خطواتكم التي تحرث السكينة

    سعد :
    أبدا لم أتجاهل حكاية التاريخ ، لكني لا أتخذها مبررا لترك الأشياء على حالها ، فالاستسلام والدعة بحجة أن هذا هو القدر ، أو أن التاريخ فعل هذا من قبل أو سيفعله لاحقا لا تملأ جوع عقلي .
    وأفترض أنه بالرغم من اتخاذ التاريخ منحى معينا إلا أنه قد وجد حينها من تساءل وطالب واحتج وربما قتل في سبيل محاولته للتغيير ، وإن غلبه التاريخ .
    لك مودتي ولدفترك الأزرق .

  10. يقول سعد الحوشان:

    ليست أول مرة بتاريخنا.

    لقد مر التاريخ الإسلامي بهذا الوضع كثيراً. وهي سنة الحياة، القوة ثم الضعف، ثم يعيد التاريخ نفسه. أعتقد أن العلماء يسكتون لأنهم يعون هذه الحقيقة التي ذكرت لك. سيتكلمون لو تقسمت دولهم التي يعيشون بها، أما ضم دول لبعضها من جديد، فأنا أدري أن التاريخ لا يخفاك كيف يكون هذا الأمر، ليس من خلال العلماء على الأقل وأرائهم.

    أعذرني على تعبيري السيء، أحببت أن أضيف إلى شيء مميز(ليست المدونة بحد ذاتها، أرى تميز فيك، أحاول أن أضيف إلى ذكرياتك وحياتك)، والنوم يكاد يغلبني.

  11. يقول مجرد:

    الشرع حلل اربع :)

  12. يقول اسير:

    يعجبني نظام (الولايات التحدة الاميركية)

    :)

اترك لي أثرك