إلى مشروع صديق : خاطرة أدبية ، الكاتب عبدالله السالم - مدونة وسوم

إلى مشروع صديق

مشروع صديق

كالماء ..
لا لون لك ولا رائحة
مشرع للظنون القصيرة دوما
ولا أدري حين تنزلق برفق هل ستأخذ هذا المنحى أو ذاك !

أعرفك منذ سنين
وأنت مثلي تتمترس خلف أقنعة الأسماء الملونة
وتكتب بالعناب، وترخي المفردة حتى أقصى الاحتمالات
حمّال أوجه أنت
ولا شيء يشي بك أبدا

– صباح الصحبة
– صباحك أنت يا ابن العم

حين كنتَ البارحة تتهادى في مقبرتي
ترش الماء والعطور وتمتمات السهارى
كنت أرتابك إلى حد الانقباض
وكنت أمد إليك أحياني جثة قلمي
سأكتب يا صديقي، سأصهل من منبر الموت
وحدك من يحلب الحرف في فمي سهوا
فأكتب عريي

سر يا صديقي بخشوع فأنت في حضرة أرواحنا
سأتخطى مثل طفل السنتين في حقلك المكتظ برائحة السقوط
أخشى السقوط يا صديقي
أن تسقط أنت أو أسقط أنا
أخشى وأنا أحسب خطواتي أن ينفجر بي لغم في حقلك
لا أرضى أن أتشظى في وجهك يا صديقي
ستكتشف حينها كم أنا مريض بالهشاشة
لذا هبني في مساحاتك المربكة نقطة انطلاق آمنة
سنتحدث إذن !

بادلني ثرثرة طائرين حطا على غصن من خسارة
لنتبادل الخسارات يا صديقي
وحدهم الأصدقاء من يتخاسرون، أما حسابات الربح والربا فمحض تجارة
لنتجر بخساراتنا ومشاريع الفشل القديمة

واعدت منى إذن؟
منى ذات البسمة الواسعة؟
سألتك بالله أهي ذات البسمة الواسعة؟
تبا لمنى يا صديقي
لماذا كانت تحاصرني بين فكي الارتياب إذن:
أنت رجل جشع في عاطفتك، باختصار أنت مثلهم كذاب لعوب، معرّف دجال آخر
– صدقيني لستُ إلى هذا الحد من السوء
– كذاب
والآن تخبرني انك واعدتها !
متى واعدتها؟ بذاك التاريخ؟ تبا لها ألم تؤجل بشاعتها المدبلجة قليلا؟
أتدري؟ قل معي قل معي، لنصلي سويا :
تبا لكِ منى .. تبا لكِ منى .. تبا لكِ منى
آمين

التالي ..
دورك الآن؟ حسنا، نعم قابلت بنت الريح
أينك صديقي؟ مالصوتك الذي أنطفأ فجأة؟
معك من يشغلك في الماسنجر؟
إذن لماذا تصمت؟
أرجوك لا تقل إني صعقتك
هل كنت تعرف بنت الريح؟ ماهذه المهزلة؟

أتدري يا صديقي، كم أمقت المشي في المقابر
هذا سر زهدي بالعلاقات الذكورية، تنفجر الفواجع بضغطة زر كيبورديّ جامد

منذ سنين وأنا أقاطع المنتجات العلائقية التي تصدرها لنا صفحات الحوار الطائشة
بعد أن طعنني صديق بخنجر مغلف، أذكر أني ضغطت أيقونة: استقبل الملف وأذكر أن دمائي سالت على النصل بحرارة، أعي أنه ما كان يقصد سوءا ، لكن الفجائع لا تهتم بالتبريرات ودوما تأتينا في مقالب النوايا الحسنة.
كم الساعة الآن يا صديقي ، أظني سأنطفيء

ثق أني سعيد بنكساتنا النفسية الليلة، فوحده الصدق من سيسمو
ومن يخاتلنا الصدق يا صديقي سنتمرن هنا ألا نأسف عليه
اتفقنا ؟
اتفقنا
.your friend appears to be offline and may not reply

 

29/5/2003
طبربور

د. عبدالله السالم
د. عبدالله السالم
شاعر ناقد مدون من قطر

اترك لي أثرك