الساحة الأدبية في قطر فاشلة، هذه هي الزبدة - مدونة وسوم

ساحتنا الأدبية فاشلة

الساحة الأدبية

هذه هي الحقيقة المرة، وإن جاملنا أنفسنا وغلفنا هذه الحقيقة وزخرفناها وأخفيناها.

لكن إن أردنا علاج هذه المشكلة فعلينا أولا أن نصدق مع أنفسنا ونواجهها ونقول بصوت مسموع : الساحة الأدبية عندنا فاشلة.

هل نحن نعاني من قلة الأدباء؟

نعم هذا سبب له اعتباره، لكنه سبب ثانوي، فنحن نملك القدرات الأدبية من شعراء وقاصين ونقاد ومثقفين، وإن كانوا نسبيا أقل من أدباء دول الجوار، ونملك الإمكانيات والطموح.

فما الذي بقي؟ فقط الصدق مع أنفسنا والتنظيم.

المتابع لـ الساحة الأدبية المحلية عندنا في قطر يجد العديد من التيارات والمجموعات والولاءات، وليتها تتفرق بناء على اختلافات جوهرية، المدرسة الأدبية مثلا، أو التوجهات السياسية أو الفكرية أو الدينية، أبدا فليس هناك شيء من هذا، فقط التشهي، الهوى وحب السيادة والقيادة هو سبب هذا التشرذم والضعف.

لدينا العديد من الصالونات الأدبية والمجالس والمطبوعات والأندية والشِلل، تتشابه كلها في الإنتاج وتختلف في بعض القناعات الصغيرة، فلان هو شاعر قطر، بل فلان هو شاعر قطر، فلانة بدوية لذا هي الأنسب، بل فلانة الحضرية، وهكذا..

والأسوأ من ذلك، أن كل واحد يريد أن يكون قائدا سيدا مطاعا، سواء استحق هذا الامتياز أو لا.

لدينا مجلة شهرية مطبوعة، وأخرى إلكترونية، وخمس صفحات أدبية في الصحف، وثلاثة ملاحق، والعديد من الأندية والتكتلات الثقافية، والبرامج التلفزيونية والإذاعية، ومجلس وطني للثقافة وهيئة شبابية، وليس بينهم عمل واحد مشترك، بل كل يعمل بفردية تامة، ويبتدئ كثيرا من حيث انتهى الآخر.

هذا التخبط والفردية والأنانية تقتل العمل الإبداعي، تقتله بالأورام الفاسدة في جسد الأدب الواحد.

ولما تنعم النظر تجد أن الأغلبية يعملون فقط لتلميع أسمائهم وخدمة مصالحهم الذاتية.

يأخذون الهم الأدبي كنوع من الوجاهة ونيل الشهرة وحصد الأضواء.

والبعض يعمل لكسب المال، والبعض يعمل لأنه لا عمل له، لذا تكثر ظاهرة الفقاعات الوقتية، مقدم برامج يظهر في الساحة الأدبية لمرة واحدة، محرر أدبي يظهر لمرة أو مرتين، معد فعاليات كذلك، كل أولئك كانوا يتخذون من هذه الأدبية المزيفة سلما قصيرا لنيل مآربهم الشخصية جدا.

العلاج:

يجب أولا أن نستقطب الأدباء الحقيقيين، وأصحاب الهم الأدبي الحقيقي، وهؤلاء يجب أن يكونوا أكفاء مؤهلين في الشأن الأدبي والثقافي عموما، لا أن يكونوا نشطاء فقط، إذ النشاط جانب عملي تنفيذي لدى الشخص، قد يزيد وقد يقل تبعا للأهداف والمحفزات.

نحن بحاجة أكبر إلى المنظرين والمحللين لا المنفذين، والشاعر منفذ، ومقدم البرامج منفذ، ومحرر الصفحة منفذ، والقاص منفذ، لكن أين صاحب الرؤية الشاملة لتوظيف واستثمار هذه القدرات الأدبية.

لو كنت صاحب قرار لجمعت هذه الجهود الفردية في نظام واحد، نظام يوحد الإنتاج المبعثر، ويحارب التكتلات الشكلية الضارة، ويرسم خطة شاملة واقعية تشيع الأدب النافع، وتخدم الأدباء الأكفاء، وتوجه النشء وترتب الذائقة.

الساحة الأدبية تحتاج إلى عملية نفض.

اطلع 50

تعرف تسوي لي قصيدة ؟
إذن :
تعال نفتح صفحتينٍ في جريدة
ونخيط .. ونميط
ونقلب الساحة بلاليط
طبعا
لزوم ترز كل أسبوع صورتك الجديدة .

د. عبدالله السالم
د. عبدالله السالم
شاعر ناقد مدون من قطر

13 تعليقات

  1. يقول طالبة:

    لقد ارسلت لحضرتك رسالة في الإيميل أرجوا من حضرتك قراءتها
    وشكراً

  2. يقول طالبة:

    مشكور شاعرنا عندما ننتهي من البحث سوف نرسله نسخه على الإيميل

  3. أهلا بكم من جديد ..
    أرسلت لكم إيميل ، أرجو إرسال مسودة البحث هناك .
    تحياتي

  4. يقول طالبة:

    ( حدنا مستانسين مشكور شاعرنا غداً أو بعد غد سوف نرسل لك نسخة من البحث
    نريد من حضرتك رأيك وتعليقك على هذا البحث و إضافات منك وشكراً جزيلاً
    (( لديك أي اقتراح أو إضافة للبحث )
    طالبات مسيعيد الصف الثامن .

  5. يقول طالبة:

    نحن طالبات من مدرسة مسيعيد الابتدائية الإعدادية المستقلة للبنات , سوف نقوم بإعداد بحث عن ” ضعف مستوى الإنتاج الأدبي القطري وأسبابه ”
    نتمنى من حضرتك مساعدتنا في هذا البحث وتقديم رأيك و اقتراحاتك و إذا أمكن الأمر نريد إقامة مقابلة مع حضرتك و نرجوا منك أن تتجاوب معنا .
    / طالبات مسيعيد .

  6. يقول يقولون قطري!!:

    لماذا !!

    عبدالله مارائيك في مايحدث بين الشبرمي وابن الذيب

    أتمنى منك دراسة ماحدث بينهم وطرحه في هذه المدونه الشامخه

    افتقدنا لنقدك عبدالله أين أنت!!

  7. يقول عبدالله:

    الطاووس :
    هذا أنا مقيد يدي عن التصفيق ومن زماااااااان .

  8. يقول الطاووس:

    ياخي العزيز الساحه الشعريه فالخليج

    اصبحت دون المستوى الذي كانت عليه قبل 15 سنه

    حين كان الشعر رسائل بين الشعراء والشيوخ فالبلد ورسائل للشيوخ والشعراء فالدول المجاوره ..

    فلا هذا شاعر الدوله الاول ولا ذاك شاعر الشيخ الفلاني ..

    الشاعر الذي يتمكن من ابهار من حوله هو من يفوز بالحضور والدعوات والعزائم التي تقام احتفائاً به ..

    اما بعد انتقال الشعر من مجالس الوجهاء والشيوخ ..
    التي كانت ملتقى يضم كبار الشعراء والمتذوقين والهواه ومن تتلمذ على ايادي المبدعين ..

    الى الصحف و المطبوعات والاذاعه والتلفزيون .. انتقل الشعر من مسؤولية الشاعر في تقديم وتوجه رسالته الشعريه لفئه محدده الى فئه اكبر فاصبحت القصيده ركيكه ..وانتشرت المحسوبيه والواسطه على حساب الوزن والقافيه ..
    واصبح الشاعر لايهدف لايصال كلمته بقدر اهتمامه بتجمهر المعجبين و (( المعجبات )) ويهتم المعد هنا بالتودد من بعض المستشعرات فيرمم اطلال خرربشه ويعلم هذهِ ويكتب لتلك ..
    وبالاساس لم يكن ذلك المُعد سوى احد متذوقي الشعر ولا يعرف سوى القليل عن اوزان وبحور الشعر التي تعلمها في مراحل لاحقه ..

    ولكن لا تنسى الصوره والايميل و الاسم الثلاثي :)

    اتركوا التصفيق لكل من هب ودب واكتفوا بإبداء ارائكم الصريحه لمن يستحق حينها ستنجوا الساحه من زوبعة المستشعرين والشلليه ..

  9. يقول عبدالله:

    محمد آل سلعان :
    ترى بانفجر ترى بانفجر وخرررررررررر
    فعلا لمثل هذا يتناجفون : )

  10. يقول محمد آل سلعان:

    أستاذي/ عبدالله
    كما قلت (فاشلة) … كما أن هذه الكلمة متشائمة جداً للمتلقي القطري… عند رؤيته لها ..
    لكنها الحقيقة المره التي تجرعتها قطر .. وبوقف رجل وشوف عين هذا الأمر الذي رضينا عليه … نحن المتلقين الذي المفروض علينا محاربة هذا المرض ويكون سلاحنا علاجك الذي وضعته … فهو العلاج المناسب لهذا المرض سريع الانتشار, صعب الخروج من عروق الساحة الأدبية…
    فمثل ماقلت ان الأمر المفرح في الأمر أن صاحب الكلمة الأخيرة هو (بومحسن)
    أستاذي/ عبدالله السالم
    سجلني ضمن تلاميذ صفك ومن متابعين قلمك الذي يكشف الكثير من الأمور.

  11. يقول عبدالله:

    أهلا فهد المتداخل المتشائم :
    أولا : لتعلم أن استدراكك على وصفتي تالعلاجية استدراك موفق ، كيف ؟
    أنا وصفت العلاج ، لكنك تقول بمنطقية عالية أنه حتى العلاج في ساحتنا يحتاج إلى علاج ! كيف يعني ؟ مثل طفل لديه فوبيا من تناول الأدوية لذا فيحتاج إلى علاج لتناول العلاج ، وعادة يكون العلاج الأول علاجا نفسيا .
    إذن ساحتنا تحتاج أولا إلى علاج نفسي حتى تصبح مستعدة لتناول العلاج العضوي وهو هنا ما وصفته في المقالة الرئيسية .
    وكي أزيد تشاؤمك قليلا ، فأخبرك أنه قد بلغني خبر اجتماع عصبة من أهل الحل والعقد الشعري اليوم في إحدى القاعات الفخمة ليتناقشوا حول موضوع الفعاليات الثقافية والشعرية المزمع إقامتها ضمن أنشطة مهرجان الدوحة الثقافي القادم ، المحبط في الأمر أن هؤلاء المجتمعين هم مجموعة من النشطاء والإعلاميين في المجال الشعري والصحفي الشعبي وبعض الشعراء إياهم ، وهؤلاء هم من يطرحون الأسماء الشعرية لأمسيات المهرجان ، أي هم أهل الشورى ،لكن المفرح في الأمر أن صاحب الكلمة الأخيرة هو حمد بن محسن النعيمي .
    تفاءل يا أخي : )

  12. يقول فهد:

    مرحبا عبدالله ..
    تماماً كما قلت , هذا هو الحاصل في ساحتنا الأدبية , الأمر الذي جعل الفشل ملازماً لها ويتقدم معها كلما تقدم بها العمر .
    والعلاج الذي ذكرته منطقي وفعّال .. ولكن !!
    ألا تتفق معي بأن الخلل يكمن وتحديداً في القائمين على الساحة ؟
    و في ظل ماتقدمه هذه الصفحات والمطبوعات من قصائد ركيكة وسطحية وفيها من الشعر القليل والكثير جداً من الوزن والقافية الذي يجيزها كنص صالح للنشر فقط ..ولنتساءل: ماهو دور القائمين هنا على هذه الوسائل ؟ هل هو الإختيار ؟ وإختيار ماذا ؟ إختيار نص صالح للنشر فقط ؟ وماهي أسس هذا الصالح لديهم ؟ أم هو فقط ترتيب نشر هذه النصوص حسب ورودها ولاعتبارات أخرى للصداقة فيها النصيب الأكبر من التقديم ؟ ,
    واذا كان هذا القائم على الأدب ( الشعر ) في ساحتنا لايختلف كثيرا عمّن يكتبون تلك النصوص من حيث القدرة على كتابة الشعر بل واغلبهم أفضل منه في هذا .. !
    ومالفرق إذا أسندنا هذه المهمة إلى موظف لايعي في الشعر شيئاً وظيفته فقط هي ترتيب وإخراج هذه النصوص في التاريخ المحدد لوصول المطبوعة إلى القرّاء ؟! لايوجد ثمة فارق كبير
    وإذا اتفقنا بان العلاج كما تقول
    فأين هو ذلك المفكّر والأديب الذي يضع إستراتيجية علمية مبنية على أسس أدبية أكاديمية تخصصية مدعمة بآليات مدروسة للنهوض بالساحة ؟
    وإن وجد فهل سوف تسند إليه هذه المهمة من قبل صاحب القرار ؟
    ولو شيدت مظلة نظامية تجمع القلة من المبدعين في كنفها ونصّب فوق عرشها أحد القائمين الآن على ساحتنا ورمز من رموز الشللية ممن يعيثون فيها تحزّباً وكساداً .. ماذا سيكون رأيك ؟
    أنا متشائم .

اترك لي أثرك